بدأت معركة فكّ الحصار، حقّقت نصراً سريعاً ثم توقفت لمدة ثلاثة أيام بعد تحرير مدرسة الحكمة، عادت وأُشعلت البارحة، وفي أقل من نصف ساعة انتصرت حلب وتم تحرير المدفعية ومحاصرة المدرسة الفنية الجوية.
ما يهمّني هنا هو البحث عن أسباب النصر التي ربما لا تخفى على أحد، ولكننا نقف عندها استذكاراً وتوصية. وحدة الصف واختلاط الرايات ووحدة الهدف والمعاناة، وصدق المجاهدين والتفاف الناس من حولهم، والتي كان التعبير عنها واضحاً على وسائل التواصل الاجتماعي وفي فعاليات حرق الدواليب على الأرض، وصدق الالتجاء إلى الله من الجميع جعل النصر مسألة وقت لا أكثر، يضاف إليها الاستعانة بالكتمان .
المعركة لا زالت مستمرة، والنظام ومرتزقته من الروس والإيرانيين والمليشيات الطائفية يحرقون البشر والحجر لكي يستعيدوا ما فقدوه من خلال قصف جنوني بالطائرات والصواريخ الحديثة بعيدة المدى، لذلك فكل شيء لازال متوقعاً في الأيام القادمة، وليست هزيمة أبداً أن يتراجع الثوار لا قدر الله، فالنصر قد تم، والعصابة قد انكسرت، ولكنك أحياناً تبتعد من أمام الثور الهائج التي أثخنته ضربات السهام حفاظاً على حياتك ريثما يسقط ميتاً عمّا قريب. فإياكم واليأس أو التخاذل مهما كانت النتائج، واستعينوا بالصبر والأمل.
من حق السوريون اليوم أن يفخروا بأبنائهم، وأن يفخروا بثورتهم، فقد أثبتت أنها قادرة على الخروج من تحت الركام مهما كان كثيفاً وأن الهزيمة مهما بلغت فهي ليست خياراً مطروحاً على طاولاتهم المترعة بالعزّ والبطولة، وأن العالم مهما تآمر على هذا الشعب فإن له ربّاً ينصره وعزيمة تشدّه لا تقاس بالعدّة والعتاد، ولن ينفع العالم الوقوف إلى جانب المجرمين مهما ارتبطت مصالحه بهم، لأن الحقّ كما قال شاعرنا لا يفنى، ولا يقوى عليه غاصبون، ولا بدّ أن ينتصر فيُسقِط تحت قدميه جميع أهل الباطل ويفضح من ساندهم
مهمّة عظيمة أمام الثورة السورية لا زلنا في أوّل أيامها، ولا بدّ أن تلد الرجال جيلاً بعد جيل ليأخذوا الراية ويبلغوا الرسالة ويحفظو للأمة كرامتها ووجودها
أيامكم مفعمة بالنصر والحرية والكرامة ..
المدير العام / أحمد وديع العبسي