“الإنسان عدو ما يجهل” ببساطة هذه الكلمات تتلخص كل مشاكلنا نحن السوريين، أو قل نحن العرب، المسلمين، الناس في هذا العالم على اتساعه، نعم، جميع مشاكلنا تنطلق من مسببٍ واحد، هو عدم معرفتنا ببعضنا، عدم معرفة الأخر، وعدم قبولنا للسماع منه، أو عدم ثقتنا بما يقول، وإيماننا بما نرغب وليس بالحقيقة.لو فتشت عن جميع المشكلات صغيرها وكبيرها، لرأيت أن مشكلة التواصل تقع في أحد أجزائها تلك القريبة من المركز، إن لم تكن المركز الرئيسي في غالبية مشكلات هذا العالم .تأكلنا الدعاية الإعلامية تجاه بعضنا، فنتقابل ضمن مواقف مسبقة، معدةً في عقولنا سلفاً، لا تقبل التغيير والتحوير، ونبدأ بصنع الجدران فيما بيننا، يصبح سوء النية هو المحرك الأساسي لعلاقاتنا باسم الحذر، وتغدو الطيبة بلهاً من نوع ما، فالآخر يتربصك وعليك أن تتربصه، وإلا فأنت الخاسر .هو كافرٌ ، ضالٌ ، علمانيٌ ، عدوٌ ، متأسلمٌ ، شبيح …، نصف هذه الألفاظ تتكون في عقولنا بسبب الدعاية فقط. دون التحقق منها، وكثيراً ما نكون من النادمين عندما تتبين لنا الحقائق.هكذا نكون جاهزين للإغلاق الفكري تجاه الآخرين حتى قبل أن نتواصل معهم، وعندما نتواصل، يبدأ الجميع بالمراوغة، ولسان الحال يقول: “عارفك بس تاركك” ، وكأنّنا تناسياً أمراً وفرضاً مهماً في صميم ثقافتنا الإسلامية “ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم” هذا بمن كان عدواً حقيقياً، فكيف بمن هو ليس عدواً إلا بافتراضاتنا البلهاء، والتي صنعها صنمً ما زال يعبد في عقولنا، يتسمى بأسماء مختلفة ليزيد فرقتنا وضعفنا.لا تسمع عني بل اسمعني، اسمع مني، تواصل معي، حتى وإن كانت تنتابك الشكوك، صدق ما أقول ولتكن التجربة برهاناً، ولكن لا تحكم عليّ بناء على مواقف مسبقة لا يوجد لها أي دليل.اختلافاتنا وتنوعاتنا، ليست عاراً، وليست سبباً للحرب والاقتتال، ولا يوجد مبررٌ للاختلاف والخصومة سوى الجريمة، أمُا دون ذلك فنحن متساوون .. هي الأرض تتكامل بنا، وأمامنا بلاد نريد أن نبنيها معاً، شئنا أم أبينا، فتواصلوا يعرف بعضكم بعضاً، ولكن بحسن نية، ودون مواقف مسبقة. المدير العام / أحمد وديع العبسي