أظهرت وثيقة وصفت بأنها “شديدة السرية” عن تهديد مجموعة من زعماء ومشايخ “الطائفة العلوية” الرئيس بشار الأسد بالتخلي عنه، بحسب ما ذكرته صحيفة “التلغراف” البريطانية
ووصفت صحيفة “التلغراف” الوثيقة بأنها “شديدة السرية وتم تسريبها بحرص شديد من قبل مجموعة من رجال الدين من الطائفة العلوية ممن غادر سوريا”.وأضافت الصحيفة أنها تملك نسخة عن “الوثيقة المسربة” وقد اطلع عليها “مجموعة من الصحفيين ومسؤولي بعض الحكومات الاوربيةً”.وجاء في الوثيقة -حسب الصحيفة- “تهديدا مباشرا للرئيس الأسد بالنأي عنه” في ظل ما تشهده الساحة السورية من أحداث، وأن مشايخ الطائفة العلوية يريدون “بناء علاقات أفضل مع الطائفة السنية”.وقال أحد المشايخ ممن سرب الوثيقة والذي رفض الكشف عن هويته خوفاً من الانتقام بعد عودته الى سوريا:” اجبر أكثر الشباب من الطائفة العلوية على القتال في الصفوف الأمامية، وقد خسرت الطائفة ربع رجالها خلال الحرب في سوريا حسب بعض التقديرات”وأعرب واضعوا الوثيقة، حسب ما ذكرت الصحيفة، عن خشيتهم من “عمليات انتقام” بعد توقف الحرب وخاصة من جهات “جهادية متشددة” أتهمت الطائفة بارتكاب “مجازر ومذابح”.وأضاف الشيخ الذي سرب الوثيقة أن الطائفة العلوية لا تدعو الأسد للتنحي بل لإيجاد حل معين يخرج البلاد من الأزمة معتبراً أن ” الطائفة في حالة دفاع عن النفس ونحن مجبرون على ذلك، الأسد نفسه خسر60 شخصاً في الحرب من عائلته”.ونقلت الصحيفة عن الكاتب ليون جولد سميث الخبير في شؤون الطوائف والذي ألف كتاب “ّذروة الخوف” قوله إن” الوثيقة مهمة للغاية ومن الممكن أن تشكل ضربة قاصمة للأسد”.وأضاف أن “الاعتماد المتزايد للنظام على إيران وروسيا أثار بعض زعماء الطائفة الذين قالوا إن النظام معرض للخطر إذا استمر باللعب بورقة الطائفية”في المقابل، دعا دبلوماسي غربي، بحسب ما أوردت الصحيفة، إلى “الحذر” بالتعامل مع هذه الوثيقة معتبرا أنها “محاولة موثقة لإعادة تعريف الهوية العلوية”وقال “جوشوا لانديس” الخبير في شؤون سوريا بجامعة اوكلاهوما: ”حاول الكثير من أبناء الطائفة الانشقاق ولكنهم افتقروا للسلطة، الكثير منهم قلقون من المستقبل، ويفكرون في خيارات أخرى”.ورغم أن الحراك بدأ في سوريا قبل 5 أعوام سلمياً مطالباً بالإصلاح إلا أن ما يقوله معارضون من أن “التعامل الأمني للنظام” حول الحراك السلمي إلى صدام مسلح، كما تتهم المعارضة وأطراف دولية النظام باللعب بورقة الطائفية وتصوير الحراك بأنه “اسلامي متشدد” من خلال تسهيل دخول “الجهاديين” إلى البلاد و “وتخويف الأقليات”، وهو الأمر الذي ينفيه النظام إذ يقول أن “الحركات التكفيرية” مدعومة من دول مثل السعودية وقطر وتركيا.
المصدر صحيفة “التلغراف” البريطانية