لمى السعود |
تستمر أزمة ارتفاع أسعار مادة الخبز الأساسية التي تعصف في عموم مناطق الشمال السوري، مع غلاء المعيشة في مناطق شمال غرب البلاد تأثرًا بانهيار الليرة السورية التي تُواصل انهيارها أمام القطع الأجنبي.
وحول ارتفاع سعر ربطة الخبز في ريف حلب بالشمال السوري المحرر، التقت صحيفة حبر وزير المالية والاقتصاد بالحكومة السورية المؤقتة (عبد الحكيم المصري) للاطلاع على أسباب غلاء مادة الخبز، حيث قال: “سعر الخبز حقيقة لم يرتفع، إنما ارتفع الدولار أمام الليرة السورية بشكل متسارع وغير مسبوق، حيث إن الأفران تشتري الطحين والمازوت بالدولار، وهذا يؤدي إلى أنه كلما انخفضت الليرة زاد السعر بالليرة، أمَّا التسعيرة بالدولار أو الليرة التركية فثابتة تقريبًا، حتى القمح بالمؤسسة العامة للحبوب بالحكومة المؤقتة نشتريه بالدولار، كما أصدرنا التسعيرة منذ أيام بـ 220$ لطن الطحين، فمن المؤكد هذا سينعكس على سعر الربطة”.
إلا أن أسعار الخبز تختلف من مكان لآخر، يقول (المصري): “في مدينة أعزاز مثلًا، هناك فرن مدعوم يأتيه الطحين من المجلس المحلي، حيث يبيع الربطة بليرة تركية واحدة بوزن 900 غرام، أما بعفرين فربطة الخبز وصلت إلى 600 ليرة سورية وفيها 6 أرغفة بوزن لا يتجاوز النصف كيلو، وهذا الاختلاف يرجع لوجود دعم للفرن في أعزاز، ولكن بشكل محدود على خلاف مدينة عفرين”.
وعن الوضع المعيشي السيئ الذي لا يخفى على أحد في الشمال السوري، قال (المصري): “الوضع المعيشي في كل المناطق صعب جدًا، وللأسف ظهر لدينا طبقة جديدة ضمن المجتمع تزداد كل يوم، و هي الطبقة التي هي تحت خط الفقر المدقع، سواء بمناطق سيطرة النظام أو مناطقنا، وتتجاوز هذه الطبقة نسبة 50% من عامة الشعب، فضلًا عن العاطلين عن العمل، وقاطني المخيمات الذين وصل عددهم إلى المليون والمئة ألف “.
الحلول و البدائل
في خطوة جديدة لمحارية الغلاء والتدهور الكبير لليرة السورية، أعلنت الحكومة السورية المؤقَّتة أن أفران المؤسّسة العامّة للحبوب التابعة للحكومة السورية المؤقّتة ستقوم ببيع الخبز بالليرة التركية (ربطة الخبز وزن 600 غرام بليرة تركية).
وحول الحلول والمساعدات التي تعمل عليها الحكومة المؤقتة للحد من وطأة الأزمة قال (المصري): ” المنظمات تقدم بعض المساعدات، ونحن في الحكومة بمؤسسة الحبوب، نقدم سلال غذائية، لكن للأسف المتطلبات كبيرة جدًا، و الإمكانيات مهما كبرت تبقى ضعيفة إلى حد ما، والمدنيون يعملون بأجور بسيطة جدًا.” و أردف: “نعمل على توحيد سعر ربطة الخبز بكل المناطق المحررة بسعر مدعوم 50% تقريبًا إن شاء الله، ولكن هذا يتطلب وقتًا وإجراءات “.
و ناشد (المصري) التجار وأرباب العمل بالمناطق المحررة قائلًا: ” نُوصي التاجر أن يكون ربحه منطقيًا، ونطالب أرباب العمل أن يدفعوا الأجور بعملة غير السورية؛ لأن العملة السورية تفقد قيمتها يوميًا، وبالتالي العامل يفقد القوة الشرائية للدخل الذي يتقاضاه، كما نعمل بالحكومة المؤقتة على تخفيض التداول بالليرة السورية، ودفع الأجور بالليرة التركية أو الدولار والتعاملات ذات الشيء، بحيث تحافظ قدر الإمكان على القوة الشرائية للموظفين والعاملين، وأن تكون أجورهم كلهم بالليرة التركية “.
تتعاظم الأزمة الراهنة مع غلاء المعيشة في مناطق شمال غرب سورية تأثرًا بانهيار الليرة السورية يومًا بعد يوم، وخلق ذلك أزمات كبيرة في تأمين المدنيين قوت يومهم جراء ارتفاع الأسعار المتسارع الذي وصل إلى مادة الخبز، مع ارتفاع البطالة وقلة الأجور التي تُدفع بالليرة السورية.