ترجمة: ضرار الخضر
كوبنهاغن، الدنمارك:
قال وزير الدفاع الأمريكي جيم ماتيس: إن الولايات المتحدة مدينةٌ للشعب السوري بإلقاء نظرة فاحصة على الاقتراح الروسي بإقامة عدة مناطق آمنة في سوريا، ولكنه أضاف: إن الخطة تترك العديد من الأسئلة دون إجابة، بما في ذلك إن كانت الخطة برمتها مجدية.
وقال ماتيس متحدثاً للصحافيين المسافرين معه إلى كوبنهاغن: يتم العمل على تعيين حدود منطقة وقف إطلاق النار، رغم أن المناطق بشكل عام “مفهومة جيداً”، وأضاف أنه ما زال من غير الواضح ما هو تأثير الخطة على الحرب التي تقودها الولايات المتحدة ضد مقاتلي الدولة الإسلامية.
وقال ماتيس في أول تعليق رسمي باسم الولايات المتحدة على الاتفاق الذي وصلت إليه كل من روسيا وتركيا وإيران يوم الجمعة: “يتم بحث كل شيء الآن؛ من سيضمن أنها ستكون منطقة آمنة؟ من سيشترك بهذه الضمانة؟ من بالذات سيتم استبعاده؟ كل هذه التفاصيل على طاولة البحث”.
ومن المزمع أن يلتقي وزير الخارجية ريكس تيلرسون نظيره الروسي سيرجي لافروف ليبحثا معاً الأزمة السورية يوم الأربعاء القادم، وقال بيان لوزارة الخارجية الأمريكية إن تيلرسون سيناقش مع لافروف: “جهود إقامة مناطق الحد من التصعيد، وإيصال المعونات الإنسانية للشعب السوري، وتمهيد الطريق لتسوية سياسية للصراع”.
ووفقاً لناشطين سوريين فقد حدثت مناوشات على حدود منطقة كبيرة من مناطق الحد من التصعيد شمال غرب سوريا، وكانت كل من روسيا وتركيا وإيران قد وافقوا على فرض وقف إطلاق نار بين الحكومة السورية والمعارضة المسلحة في أربعة مناطق، لكن روسيا تقول إن الخريطة لن تُنشر حتى بداية شهر حزيران.
الولايات المتحدة ليست جزءاً من الاتفاق، كما أن الحكومة السورية والمعارضة لم تشاركا في صياغته، ولا يشمل الاتفاق المناطق التي يسيطر عليها مقاتلو الدولة الإسلامية والمجموعات الكردية التي تدعمها الولايات المتحدة.
وهذا يترك الخيارات مفتوحة أمام الولايات المتحدة وحلفائها لمواصلة حملتهم لاستعادة المناطق التي تسيطر عليها الدولة الإسلامية، كما أن هذا الاتفاق لا يمنع المماحكات بين القوات التركية وحلفائها السوريين من جهة والأكراد السوريين الذين تدعمهم الولايات المتحدة من جهة ثانية.
وقال وزير الدفاع ماتيس في طريقه لحضور مؤتمر مناهض لتنظيم الدولة الإسلامية في كوبنهاغن، (كما سيسافر إلى ليتوانيا بالإضافة إلى أنه سيحضر مؤتمراً في لندن): “سننظر في الاتفاق ونرى إن كان قابلاً للتطبيق، وهل سيكون فعالاَ في القتال ضد تنظيم الدولة الإسلامية؟ وأعتقد أن المجتمع الدولي موحّد في رغبته رؤية داعش وهي تتقوّض”.
وأجاب ماتيس بحذر عن سؤال عما إن كان الاتفاق يمكن أن يبشر بنهاية للحرب الوحشية التي قتلت نحو 400000إنسان وشرّدت نحو نصف سكان البلاد منذ 2011، قائلاً: “الشيطان يكمن دوماً في التفاصيل أليس كذلك؟ لذا علينا أن ننظر في التفاصيل لنرى إن كان بوسعنا أن نستفيد من هذا الاتفاق، ولنعرف إن كان فعالاً حقاً، الولايات المتحدة تتخذ خطواتها بناءً على الوضع في سوريا فالناس هناك على الأقل تمعّنوا جيداً في الاتفاق” وأضاف قائلاً: “لابد من نهاية لكل حرب، ونهاية هذه الحرب هو ما نسعى لتحقيقه منذ مدة طويلة”.
يهدف وقف إطلاق للسماح بإيصال المعونات الإنسانية إلى المناطق صعبة الوصول وإلى المناطق المحاصرة في سوريا، حيث يتواجد ما لا يقل عن 4.5 مليون إنسان.
كما يدعو الاتفاق إلى السماح بعودة النازحين إلى المناطق الآمنة وإلى إعادة الخدمات والبنية التحتية.
ولا تزال النتائج حتى الآن مختلطة، فقد نقلت تقارير عن تراجع القتال في المناطق الأربعة المشمولة باتفاق خفض التصعيد وهي منطقة إدلب ومنطقة شمال حمص ومنطقة الغوطة في ضواحي دمشق وأجزاء من جنوب سوريا.
ويثير تضمين إدلب في مناطق خفض التصعيد مخاوف الولايات المتحدة لأن المعارضة التي تدعمها الولايات المتحدة تسيطر على المنطقة القريبة من الحدود مع تركيا.
أعدت إدارة ترامب مقترحاتها الخاصة لإنشاء مناطق آمنة في سوريا، مما يجعل الاعتراض على خطة تؤدي إلى خفض العنف ظاهرياً أمراً صعباً، لكن الولايات المتحدة لا ترغب في السماح لإيران وروسيا، الدولتان اللتان تدعمان السوري بشار الأسد بإملاء شروطهما.
صحيفة: واشنطن بوست نقلاً عن وكالة الصحافة الفرنسية
الكاتبة: لوليتا بالدور