شهدت جامعة حلب في المناطق المحررة إقبالاً واسعاً منذ افتتاحها لعدة أسباب لعل من أبرزها انخفاض الرسوم السنوية إذ تعد رسومها الأقل بين الجامعات في الداخل السوري.
ومنذ أيام أصدرت الجامعة قراراً مفاجئاً برفع الأقساط في الكليات والمعاهد لتصبح الرسوم 300 دولار لكلية الطب البشري و250 دولاراً لطب الأسنان و200 دولارٍ لكلية الهندسة و150 دولاراً لباقي الكليات فيما حُددت رسوم المعاهد بـ 100 دولارٍ فقط.
وشمل القرار الطلاب المستجدين فقط على أن تبقى رسوم الطلاب المسجلين سابقاً دون زيادة علماً أن الرسوم القديمة تتراوح بين 50 دولاراً و100 دولارٍ.
هذا القرار أثار غضب طلاب الجامعة وتحت شعار “الطالب الجديد هو أخي ووضعه أسوأ من وضعي” نظم مجموعة من طلاب الجامعة وقفةً احتجاجية طالبوا فيها رئاسة الجامعة بالتراجع عن قرارها الأخير وأخذ الظروف التي يمر بها الطالب السوري بعين الاعتبار.
وأمام مبنى الجامعة في بلدة عينجارة وقف الطلاب يحملون لافتاتٍ كُتب على بعضها “هل نحن في طريقنا لنكون جامعة خاصة؟”، “لا تطفئوا المنارة لسنا في مدينة الأحلام نحن ندرس ونقاوم بين الركام”، “تخفيض الرسوم واجبٌ أملاً في احتضان الطلاب الفقراء”.
صحيفة حبر التقت بعض الطلاب الذين شاركوا في الوقفة ومنهم الطالب عبد الكافي المصطفى (كلية الحقوق سنة ثالثة) الذي قال: “نظمنا وقفتنا الاحتجاجية اليوم لنعبر عن رفضنا لهذا القرار حتى ولو كان يخص الطلاب الجدد، فهم أخوتنا، ولا شك أن زيادة الرسوم ستؤدي إلى عدول الكثير من الطلاب الفقراء عن إكمال دراستهم في جامعة حلب، كنا ننتظر بعض التسهيلات مراعاةً للأوضاع التي نعيشها وكان الأجدر برئاسة الجامعة أن تبحث في القضايا التي تنفع الطالب وتعزز أواصر الثقة بها و العمل على تحصيل اعتراف للشهادة، لم نكن نتوقع أننا سنحاصر بهذه الضغوط غير المبررة لا زماناً ولا مكاناً”.
الطالب عمر عنداني (كلية الطب سنة ثالثة) قال أيضاً: “رفع الأقساط سيؤدي إلى تسرب الطلاب الذين رأوا في الجامعة بصيص ضوء ينير لهم سبيل المعرفة ويفتح لهم آفاق المستقبل، وأريد أن أنوه إلى وجود مشكلات في التجهيزات العلمية في مخابر كلية الطب فإلى متى هذا التقصير؟”
وإلى جانب هذه الوقفة شهدت مواقع التواصل الاجتماعي غضباً طلابياً من القرار وناشد الطلاب في صفحات الفيس بوك المسؤولين بتوضيح القرار وأسبابه لأنه لن يتلاءم والحالة المعيشية التي تعاني منها غالبية الشعب السوري.
صحيفة حبر التقت النائب العلمي لرئيس الجامعة الدكتور عماد خطاب الذي قال: “القرار يشمل الطلاب المستجدين فقط كما سيتم إعادة مناقشته واتخاذ المناسب بما يحقق مصلحة الطالب والجامعة”.
وصرح مصدر مسؤول لصحيفة حبر: سبب صدور قرار رفع الرسوم السنوية يعود إلى قلة التمويل من المنظمات الداعمة للجامعة كمنظمة مداد وسامز بالإضافة إلى وجود نقص شديد في الميزانية المالية لا سيما أن أقساط الجامعة في السنوات السابقة كانت بسيطة جداً ولا تفي باحتياجات الجامعة، لذلك كان لابد من رفع الرسوم السنوية مع تخفيض رواتب أعضاء الهيئة التدريسية بنسبة 10 %”.
والسؤال الأهم هل ستجد أصوات الطلاب صدى عند أصحاب القرار؟ وهل سيتم اتخاذ القرار الذي يدفع العجلة العلمية ويحافظ على صورة الجامعة المرسومة في أحلام الطلاب وعقولهم؟