تكتمل اليوم لصحيفة حبر مئةُ خطوة على درب الإعلام السوري الحر، هي مئةُ كلمة، ومئةُ صوت، ومئةُ أمل، ومئةُ حلم رافقتنا خلال ثلاث سنوات تقريباً، وفي كل مرَّة كنَّا نعقد العزم من جديد على المضي قدماً مهما كانت الصعوبات والتحديات، ومهما وُضعت العراقيل في طريقنا، لأنَّنا آمنا بصدق قضيتنا، وواجبنا تجاهها.لم نكن نهدف في يوم من الأيام أن نأكل الخبز بصوتنا، ولا أن نُلبِس صحيفتنا الشابَّة ثوب النجومية البراق بعيداً عن هموم شعبنا ومأساته، فلم نرضَ ببيع أقلامنا لأحد، ولم نساوم على مبادئنا وقيمنا وعدالة قضيتنا أبداً، كتبنا بالأحمر، وأطلقنا مداد حبرنا رصاصاً بوجه كلِّ الظلم الذي تعرض له شعبنا أيّاَ كان مصدره، وحاربنا وما نزال مع الكثير من مؤسسات الإعلام السوري الحر وأفراده، كلَّ أشكال استغلال الصحافة والإعلام، التي تريد ترويضهما لينطقا بما يشاء لمن يشاء.اليوم نجدِّد العهد أمام من وثِق بنا ونعيد تلمُّس الطريق من جديد لنصوب ما أخطأنا به، ونستدرك ما فاتنا في خطواتنا الماضية لنكون على قدر المسؤولية والأمانة التي أُلقيت على عاتقنا كحَمَلةٍ للكلمة الحرة أينما وُجدت، نوصلها إلى حيث مبتغاها ليقرأها الناس ويعرفوا الحقيقة من خلالها.نسعى وما زلنا لأن تكون الكلمة أقوى وأمضى، وأن يكون إعلامنا في سوريا الحرّة إعلاماً واعياً، يجيد صناعة دوره وشق طريقه، لا أن يبقى أسير الانفعال وردود الأفعال التي لا طائل منها في معركتنا الطويلة.في حبر اليوم نلملم الجراح ككل شعبنا، لنكمل طريقاً بمئات الخطوات القادمة، وكلنا ثقة بأنَّنا قادرون على الوصول، كما نحن قادرون على النصر، بتكاتفنا وقوتنا وثقتنا ببعضنا، ووقوف الناس إلى جانبنا، ومساندتهم وحمايتهم لنا، لتبقى حبر الصحيفة الوحيدة التي تصدر وتطبع وتنشر من داخل أخطر مدينة في العالم.صحيفة حبر تشكر كلّ من مدّ لها يدّ المساعدة حتى وصلت إلى عددها المئة، وكلّ قرائها ومتابعيها الأعزاء، وكلّ من كتب بها، وكلّ من عمل فيها منذ تأسست إلى الآن، والذين لايزالون يبذلون جهدهم لإيصال صوتها إلى حيث أحلامهم القادمة، لا يغريهم إلا إيمانهم بواجبهم أمام الله والناس، آملين بغدٍ مشرق قريب،وعلى الدرب ماضون … المدير العام / أحمد وديع العبسي