إعداد وتصوير : لؤي أبو الجود حين ينغمس المرء في عمل بعيداً عن عمله الاساسي فلا بد له من التأقلم فيه، في سبيل قضية خرج وقدم كل ما يملك من اجلها .أبو احمد قلعية الذي بلغ الخمسين من العمر، من سكان المناطق الشعبية في حلب ، أبٌ لخمسة أولاد ثلاثة منهم بنات، كان يعمل سائقاً قبل الثورة، وبعد دخول الجيش الحر الى مدينة حلب قرر أن يساعد الثورة اليتيمة بما يستطيع ، فقدم ابنه كمقاتل على جبهات حلب للدفاع عن اعراض وحرماتٍ قد انتهكت، وبعد فترة ليس بالطويلة زف أبنه الكبير كفاح شهيداً جميلاً بعد ان قتل برصاصة غادرة في جبهة عزيزة .ومنذ حوالي السنتين تقريباً سقط برميل متفجر في حي دوار جسر الحج في حلب فهرع أبو أحمد بسيارة إسعاف كان يقودها لإنقاذ من بقي حياً تحت الانقاض ، ولكن ما لبث ان عاجله النظام ببرميل آخر ، فانقلبت الآية ، فبدل ان يكون المسعف اصبح بحاجة للإسعاف وأصيب إصابة بالغة ، اضطروا أن ينقلوه على إثرها إلى تركيا لتلقي العلاج بعد أن فقد أجزاء من فخده الأيسر من الجهة الامامية والخلفية ، وما أن انتهى من العلاج حتى عاد للعمل مجدداً كسائق إسعاف ، ولم تمنعه أصابته من إكمال عمله في قضية يعتبرها قضية شعب وعندما تجالسه يقول لك بتلك اللهجة الحلبية :”قدمت أبني كفاح وشوية لحم وعضم مني وصرت شبه عاجز في سبيل الله ومشان نسقط هالنظام الطاغي وماعندي مشكلة قدم حالي وولادي مشان نوصل للي بدنا ياه لأن هي البلد إلنا مو لحدا تاني”الابتسامة لاتكاد تغادر وجه أبا أحمد ، لكن ماذا تخفي هذه الابتسامة تحتها ؟!! ، وكم من قصص في سوريا عاشت المعاناة وعرفت معنى الألم أملاً بإبصار ثورتهم النور ، ذلك النور الذي قدموا الغالي والنفيس من أجله …