عبد الرحمن عفورة |
منذ ثلاثة أيام عاود الاحتلال الإسرائيلي وقصف مواقعًا في دمشق ومحيطها، ولكيلا يُقال إن الأسد مايزال يحتفظ بحق الرد تجاه كل مرة يقصف فيها الكيان الإسرائيلي سورية قرر الرد على القصف، لكن المفاجأة أن الصواريخ المضادة التي أطلقها سقطت على ممتلكات المدنيين في منطقة (التل)، بحسب ما أفاد ناشطون من دمشق على مواقع التواصل، وكذلك قالت وزارة الدفاع الروسية إن طائرة مدنية قادمة من طهران إلى دمشق كادت أن تتعرض لنيران دفاعات النظام الجوية خلال القصف الإسرائيلي الأخير واضطرت للهبوط في مطار حميميم.
وبطريقة الرد السابقة ربما تمنى الموالون للأسد أن يبقى ضمن يوتوبيا إستراتيجية الاحتفاظ بحق الرد بدل الانتقال إلى الرد، والتي سنتعرف عليها معًا.
إنها فكرة عبقرية تردُّ بها على عدوك فيُصدم بكَ لأنكَ لا تبالي به، كأنكَ تقولُ له: “ضربتكَ لا تؤلمني بل تضحكني” ذلك تعريف لإستراتيجية الاحتفاظ بحق الرد الذي يتبعه الأسد في الرد على إسرائيل في كل مرة تُغير بها على سورية، وكأن لسان حال الأسد يكاد يقول للإسرائيليين: “لا بأس، إن قطعتَ يدي فعندي يد أخرى، وإن دمرتَ المؤسسات والبنى التحتية، فسأضعُ بدلًا منها الخيم والكرافانات، وإن قتلتَ جنودي لا مشكلة يصبحون (شهداء المقاومة) على يديك، ثم إنَّ لدي الكثير منهم وما أكثر الذباب إذ يشتهي ميتةً في سبيل الممانعة!
هنا يقف العدو مندهشاً ومصدوماً! لا يعرف ماذا يفعل من هول تلك الردود المزلزلة.
هكذا يحارب نظام الأسد إسرائيل ويرد عليها، وهذه هي المقاومة والممانعة لدى الأسد حيال إسرائيل (الرد بالاحتفاظ بحق الرد)!
ولا شك أن للنظام السوري خطط إضافية لمحاربة الأطماع الإسرائيلية في الأراضي السورية الحبيبة، يخيل لي أن النظام يفكر بهذه العقلية البريئة الساذجة كأنه يقول: “إذا احتلت إسرائيل سورية ستحكم الشعب، وهذا مالا نسمحُ به، لذا علينا بالشعب، ننكل به ونهجره من دولتنا ونكثر القتل فيه حتى يفنى وينتهي كي لا تستطيع إسرائيل التحكم فيه والولاية عليه، وهكذا يبتعد الاحتلال عنا ونربح المعركة قبل أن تبدأ”
وكذلك أظن أن النظام سيجد تدبيراً للأطماع الاستعمارية في الأرض وثرواتها الباطنية، فترد عليه المقاومة بنهبها وتوزيعها على الأسرة الحاكمة التي تحارب إسرائيل، وتعطي الأرض وما حوَت كهدايا وكوبونات للدول الصديقة كإيران وروسيا. فتعطي لإيران الآبار، ولروسيا المرافئ، وبهذه الخطة العبقرية لا يبقى لإسرائيل أطماع في سورية وتنتصر المقاومة على الأطماع الإسرائيلية في المنطقة.
وكذلك فإن المقاومة ترفض التعامل مع الاحتلال الإسرائيلي، فإن أرادوا شراء النفط تأبى قطعاً أن تبيعهم لتراً واحداً، بل تسلمه لحزب الله اليد الأمينة دوماً ليتصرف فيه، أو تجعل من إسرائيل ذليلة إذ تلجأ إلى دول صديقة لها لتشتري لها النفط من سورية، وبهذه الطريقة لم ولن تتعامل السيادة السورية مع إسرائيل أبداً.”
وفي خطبة يوتوبية متخيلة يقف سيادة الرئيس مخاطباً: “دعونا أولاً نعرِّف ما هو الاحتلال، ومن أين أتت كلمة احتلال؟ ونضع دائرة حول العدو المحتل ودائرة أخرى حول الشعب والأرض المحتلة، ثم نصهر كليهما في أبون واحد وننتظر حتى نرى النتيجة، فإذا تشكل خليط جميل متجانس نسكبه على الأرض وندعه حتى يبرد ويتماسك، وإذا تضاربت القيم الغذائية لكل منهما وامتنعا عن التمازج كالزيت والماء إن اجتمعا، عندها فلتتعلموا منّا كيف يكون الفصل والحل، فلا تتركوا أطماعاً للاحتلال في بلادكم، دمروها وانهبوها ووزعوها على دول صديقة إلا العدوّة إسرائيل، وحاربوا الشعب واجعلوا دولكم تتصدر قائمة أسوأ الدول في العالم من جميع النواحي، كي تصرفوا الأنظار عن دولتكم فلا يفكر فيكم أيُّ محتل! وأخيرًا إن سياستي تلك مجربة والواقع خير دليل.”