لمح الجنرال جون نيكلسون قائد القوات الأمريكية والدولية في أفغانستان أمس الاثنين إلى تسليح روسيا لحركة طالبان قائلا إنه «لا يدحض» التقارير التي تحدثت عن توفير روسيا الدعم لها.
ويشكو المسؤولون الأمريكيون منذ فترة مما وصفه نيكلسون في أحد تصريحاته بأنه «تأثير خبيث» لروسيا في أفغانستان. غير أن تصريحه أمس الاثنين كان بين الأقوى حتى الآن فيما يتعلق بتزويد موسكو لطالبان بالأسلحة.
وردا على سؤال عن تقارير تحدثت عن توفير روسيا مساعدات مختلفة، تشمل السلاح، لحركة طالبان الإسلامية المتشددة قال نيكلسون «أنا لا أدحض هذا.»
وكانت روسيا قد نفت في السابق توفيرها أي مساعدات عينية أو مالية لحركة طالبان لكنها أوضحت أنها ما زالت محتفظة بالعلاقة معها بغية السعي من أجل مفاوضات السلام.
وقال مسؤول عسكري أمريكي كبير، رفض الكشف عن هويته للصحافيين، إن معلومات حصلت عليها أجهزة مخابرات تشير إلى أن روسيا توفر الدعم بالمال والسلاح لطالبان وخصوصا الأسلحة مثل الرشاشات.
وأشار المسؤول إلى أن إمدادات الأسلحة تسارعت خلال الأشهر الثمانية عشر الماضية وقال ماتيس، الذي يزور أفغانستان للمرة الأولى منذ توليه منصبه في إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، «إرسال أي دولة أجنبية أسلحة إلى هنا انتهاك للقانون الدولي.»
هذا وقدم وزير الدفاع الأفغاني عبدالله حبيب ورئيس هيئة الأركان استقالتيهما الاثنين، على ما أعلنت الرئاسة بعد ثلاثة أيام على هجوم نفذه عناصر من حركة طالبان وأوقع أكثر من 130 قتيلا في قاعدة عسكرية بشمال البلاد وأفاد مكتب الرئاسة في بيان أن «الرئيس أشرف غني قبل استقالة وزير الدفاع ورئيس الأركان».
وواجهت السلطات الأفغانية انتقادات شديدة في نهاية الأسبوع من مراقبين وخبراء طالبوا خصوصا بعقوبات بحق حبيبي، آخذين عليه عجزه عن ضمان حماية المواطنين وحتى القواعد العسكرية.
وقامت وحدة من عشرة مقاتلين مدججين بالسلاح من حركة طالبان بشن هجوم استمر أكثر من خمس ساعات على أكبر قاعدة عسكرية في شمال البلاد قرب مدينة مزار شريف، ما أوقع ما بين 130 و160 قتيلا، بحسب أرقام غير رسمية.
وهو ثاني هجوم ضخم على مواقع عسكرية في أفغانستان خلال بضعة أسابيع، بعد هجوم في مطلع آذار/مارس على المستشفى العسكري في كابول، أوقع عشرات القتلى.
واتهمت وزارة الدفاع بعد الهجومين بقلة الشفافية وبتخفيض حصيلة الضحايا. ولا تزال السلطات تلتزم رسميا بحصيلة «أكثر من مئة قتيل وجريح».
وقتل الجنود في المسجد والمقصف داخل القاعدة حين هاجمها عشرة عناصر باللباس العسكري وصلوا في شاحنات عسكرية حاملين بنادق رشاشة ومرتدين سترات ناسفة.
وتبنت حركة طالبان التي تقاتل الحكومة والقوات الأجنبية، الهجوم مؤكدين سقوط 500 قتيل، وأشارت مصادر عسكرية من داخل قاعدة الفرقة 209 إلى سقوط «ما بين 130 و150 قتيلا»، بحسب ما نقلت وسائل الإعلام، فيما أفاد ضابط أفغاني ردا على أسئلة وكالة «فرانس برس» عن حصيلة «150 قتيلا».
ووصل وزير الدفاع الأمريكي جيم ماتيس ظهر أمس الاثنين إلى كابول في زيارة غير معلنة مسبقا، تأتي بعد ساعات من استقالة نظيره الأفغاني على خلفية هجوم دام نفذته حركة طالبان الجمعة.
ووصف ماتيس حركة طالبان بأنها «همجية» إلا أنه لم يعلق على الدعوات الأخيرة لإرسال مزيد من القوات الأمريكية للمساعدة في قتال المسلحين الذين يستعدون لموسم القتال مع قدوم الربيع.
المصدر: وكالات