مع تزايد النبرة المعادية للاجئين في أوروبا عموما وألمانيا خصوصا، وصعود اليمين المتطرف في عدة بلدان أوروبية منها ألمانيا التي استقبلت أكثر من مليون لاجئ، تتزايد الاتهامات للاجئين بأعمال تحرش والعنف، وإنهاك اقتصادات المجتمعات التي استقبلتهم، وصولا إلى المطالبة بترحيلهم ليعودوا إلى الدمار والقتل الذي فروا منه، بدلا من معالجة سبب تحولهم إلى لاجئين في الأصل.
تظهر هنا هذه الدراسة لتنصف اللاجئين السوريين في ألمانيا، فهم الأقل جريمة في هذا البلد والأكثر إنتاجية، على عكس الادعاءات التي تنفّر المجتمع الألماني منهم. كما بينت الدراسة التناسب العكسي بين ازدياد الأمل بالعمل والإقامة القانونية في ألمانية، وازدياد جرائم العنف التي يقوم بها اللاجئون
برلين: الذكور الشباب من اللاجئين في ألمانيا هم المسؤولون عن ارتفاع معدل جرائم العنف لأكثر من سنتين، ممَّا يغذي الجدل السياسي المحتدم في هذا البلد عن المهاجرين.
وبينت دراسة أنَّ جرائم العنف ازدادت بنسبة 10 بالمئة في 2015 و2016، وعَزَت 90 بالمئة منها إلى اللاجئين الشبان.
وممَّا يلفت الانتباه أن المهاجرين القادمين من بلدان مزقتها الحرب مثل سورية هم أقل ارتكابا لجرائم العنف من نظرائهم القادمين من بلدان أخرى ممَّن لن ينالوا حق اللجوء.
موضوع اللاجئين سيكون قضية بحث رئيسة في محادثات الائتلاف القادمة بين حزب المحافظين الذي ترأسه المستشارة أنجيلا ميركل وحزب الديمقراطيين الاشتراكيين من اليسار الوسطي، وكان الحزبان قد تأذيا من وصول أكثر من مليون مهاجر منذ منتصف سنة 2015 وتجلى ذلك في انتخابات شهر أيلول الماضي.
وأظهرت الدراسة المدعومة حكومياً، قفزة في جرائم العنف المرتكبة من قبل المهاجرين الذكور الذين تتراوح أعمارهم بين 14 و30 سنة.
وقال كريستيان برفيير الخبير في علم الجريمة وواحد من الباحثين الذين قاموا بالدراسة لراديو دتشلاندفنك: “ثمة اختلافات كبيرة بين جماعات اللاجئين حسب المكان الذي جاؤوا منه، وحسب فرصهم للبقاء والحصول على وضع قانوني في ألمانيا.”
ووجدت الدراسة أن طالبي اللجوء الذين يعتبرون لاجئين من الحرب ولديهم نسبة جيدة نسبيا للبقاء في ألمانيا، يميلون إلى تجنب المشاكل أكثر من غيرهم.
ففي ولاية ساكسوني السفلى على سبيل المثال عُزِيَت 17% من جرائم العنف إلى اللاجئين، وهم من طالبي اللجوء من شمال أفريقيا ويشكلون أقل من واحد في المئة من عدد اللاجئين المسجلين في الولاية.
وهؤلاء اللاجئون من شمال أفريقيا فرصتهم ضئيلة نسبيا للحصول على وضع قانوني في ألمانيا.
ويقول السيد برفيير: ” إن الوضع مختلف تماماً عند الحديث عن هؤلاء الذين يكتشفون حال وصولهم أنهم غير مرغوب بهم هنا أبداً، وليس لديهم فرصة للعمل أو للبقاء هنا”.
وقالت الدراسة: إن لَمَّ شمل اللاجئين مع عائلاتهم من خلال السماح لهم بالقدوم إلى ألمانيا يشكل عاملاً آخر لخفض العنف لديهم، ويبدو أن قضية لَمِّ الشمل بالذات ستكون قضية مثيرة للجدل في المحادثات حول حكومة ائتلافية جديدة.
كما تؤكد الدراسة أن حقيقة معظم اللاجئين في ألمانيا من الشبان الذكور دون زوجات أو أمهات أو أخوات أو أي نوع من النساء هو عامل آخر من عوامل زيادة العنف.
الكاتب: جيرمي جونت
صحيفة: نيويورك تايمز الأمريكية
رابط المقال الأصلي:
https://www.nytimes.com/reuters/2018/01/03/world/europe/03reuters-europe-migrants-germany-crime.html