يستمر القمر الصناعي (جايا) التابع لوكالة الفضاء الأوروبية في تحقيق النتائج المذهلة، فقد أدى عمله في إنشاء كتالوج عالي الدقة يضم نحو 1.7 مليار نجم تم جمعها في غضون 22 شهرا، وهي أكبر خريطة فردية لنجوم درب التبانة.
وتقول وكالة الفضاء الأوروبية: “إن البيانات الجديدة تتضمن المواقع والمسافات ونقاط علام وتحركات أكثر من مليار نجم، وكذلك القياسات الدقيقة جدا للكويكبات في نظامنا الشمسي والنجوم في مجرة درب التبانة.” وقال غونتر هاسينغر مدير العلوم في وكالة الفضاء الأوروبية في بيان له: “إن مشاهدات جايا هي إعادة تحديد لأسس علم الفلك”. وبالنسبة إلى بعض ألمع النجوم في البحث فإن مستوى الدقة يمكن تشبيهه برصد قطعة نقدية على سطح القمر من الأرض، حسب وكالة الفضاء الأوروبية.
ومع هذه القياسات الدقيقة فمن الممكن تحديد التبدلات الحقيقية لحركة النجوم في المجرة، وهو تحول واضح في السماء بسبب مدار الأرض السنوي حول الشمس، إذ يسرد الكاتالوج الجديد اختلاف المنظر والسرعة في الفضاء، (الحركة المناسبة) لأكثر من 1300 مليار نجم، ويقول الفريق: “إن أدق هذه الفوارق ستوفر قياسات جديدة لنحو 130مليون من النجوم المنفردة.” كما تتضمن البيانات الجديدة معلومات عن إشعاع ولون نصف مليون من النجوم المتغيرة عبر الزمن، ويتضمن كذلك سرعات على طول خط النظر لمجموعة فرعية من سبعة ملايين نجم، ودرجات حرارة سطح حوالي مئة مليون نجم، وتأثير الغبار النجمي على 87 مليون نجم، بالإضافة الى ذلك حدد جايا مواقع ومدارات أكثر من 14000 كويكب معروف في نظامنا الشمسي، كما أن جايا اقترب من مواقع أكثر من نصف مليون شبه نجم، وهي كائنات سماوية ضخمة وبعيدة للغاية تنبعث منها كميات كبيرة من الطاقة يغذيها نشاط ثقوب سوداء ضخمة في القلب منها، ويستخدم فريق جايا مثل هذه المصادر والملاحظات ليحدد إطارا مرجعيا للإحداثيات السماوية لجميع مكونات الكاتالوج.
وتقول وكالة الفضاء الأوروبية: “إن جايا حددت أيضا مدارات 75 تجمعا كرويا (وهي أنظمة قديمة من النجوم مترابطة بالجاذبية وتوجد إلى حدٍّ كبير في هالة المجرة)، وكذلك 12 مجرة صغيرة تدور حول درب التبانة، وتقدم هذه الملاحظات للعلماء النظريين فكرة عن كيفية نمو مجرتنا الحلزونية الكبرى وكيف تطورت على مدى الدهور، وكذلك توفر بيانات جديدة عن توزع المادة المظلمة الغريبة في درب التبانة.
ومن مدار جايا الذي يبعد عن الأرض حوالة 1.5 كيلومترا ستتمكن من مراقبة النجوم دون أي عائق، وستكرر المراقبة سبعين مرة لكل ما ورد في الكتالوج، مما سيعطينا سجلا عن اللمعان والمكان بمرور الوقت.
المصدر: فوربس