أحمد الصبيح |
بعد التصعيد العنيف من قبل قوات النظام وروسيا بالفترة الأخيرة على ريف إدلب الجنوبي وريف حماة الشمالي، الذي تسبب بمقتل العشرات وجرح المئات من المدنيين، ونزوح أكثر من 40 ألف شخص، يعود الهدوء ليسيطر مجددًا على المحافظة ويفسح المجال أمام المفاوضات الروسية التركية.
فاتفاق سوتشي انتهى بإنشاء منطقة منزوعة السلاح، ما بين النظام والمعارضة، بالتزامن مع إعلان موسكو عدم وجود أي عمل عسكري على المحافظة.
لكن قبل الاتفاق كان النزوح قدرًا لا مهرب منه لأهالي منطقة ريف إدلب الجنوبي الشرقي، أما الآن فقد بدأ آلاف النازحين بالعودة إلى منازلهم في ريف إدلب.
صحيفة حبر التقت رئيس المجلس المحلي في بلدة الهبيط (علي عواد) الذي حدثنا عن عودة اللاجئين والمعاناة بقوله: “إن 450عائلة نازحة عادت إلى البلدة، ولا يستطيع المجلس المحلي أن يقدم لها سوى خدمات خجولة في ظل غياب دور المنظمات الإغاثية”.
إن حركة عودة النازحين في منطقة ريف إدلب الجنوبي والشرقي مستمرة، إذ عاد معظم نازحي قرية التح بريف إدلب الشرقي، حسب ما أفاد عضو من المجلس المحلي.
ويشير قائد قطاع الدفاع المدني في ريف إدلب الجنوبي، إلى أن فرقهم استأنفت حملات الصيانة والتنظيف التي تستهدف الشوارع والمدارس والجوامع ممَّا يساهم في عودة الأهالي إليها.
وقال الشاب (خالد العسكر) لحبر “لا نريد أن نتهجر مرة ثانية وثالثة ورابعة، كفانا نزوحاً وجلوساً تحت الخيم، نريد العودة إلى منازلنا ومدارس أطفالنا”.
(أبو خالد) الذي نزح مع عائلته من الموت جراء الطيران الروسي في بلدة الهبيط بريف إدلب، لم يجد ملاذًا له مع سبع عائلات من أقربائه إلا في مستودع قديم منحه له أحد الأهالي في منطقة قاح القريبة من الحدود السورية التركية في ريف إدلب الشمالي.
يقول لصحيفة حبر عن معاناته بالنزوح: “لم نتمكن من الإقامة في المخيمات بسبب اكتظاظها، كما لم ننجح في الحصول على منزل بسبب غلاء الإيجار، إذ يطلبون مبالغ تجاوزت 100 دولار أميركي لبيت لا تسكنه الحيوانات”، مضيفاً: “نحن نازحون مهجرون فارون من الموت ولسنا هنا للسياحة”. ولم تحصل العائلات السبعة على أي إعانة حقيقية.
ويشير (أبو خالد) إلى أن أعداد النازحين والمهجرين كبيرة، غير أن عمل المنظمات والحكومات والأمم المتحدة في المنطقة لا يرتقي إلى مستوى المعاناة الحقيقية التي يعيشها اللاجئون، في ظل البرد وتساقط الأمطار والرياح التي تعصف بالمخيمات، والمستودعات غير الصالحة للسكن.
الجدير بالذكر أن البعض من أهالي المنطقة يستغلون ندرة المنازل بعد منح معظمها للنازحين دون مقابل، من أجل فرض مبالغ مالية كبيرة مقابل إيجار منازلهم للنازحين، حيث باتت إدلب اليوم تمثل سورية بشكل مصغر، وتضم الملايين من المدنيين والنازحين والمهجرين من مختلف المكونات المعارضة والفارين من النظام السوري والطيران الروسي من معظم أنحاء سورية بعد أن أصبحت إدلب مأوى الكثيرين.