عبد الحميد حاج محمد |
شهد العام الفائت أحداثًا كثيرة وصفه البعض بأصعب الأعوام التي تمر على ثورة الشعب السوري، فقد شهد خسارة الثوار مناطق عديدة ومهمة في الشمال السوري، وعلى الصعيد الإنساني تعتبر حملات النزوح في العام الفائت هي الأكبر خلال الثورة السورية.
صحيفة حبر التقت (محمد أبو طراد) قيادي في الجبهة الوطنية للتحرير ليتحدث عن التطورات الأخيرة بقوله: “عملنا ما بوسعنا في غرفة العمليات لصد جميع محاولات النظام في التقدم لمنع سقوط المناطق، لكن سياسة الأرض المحروقة التي اتبعتها روسيا ومرتزقتها متمثلة بالنظام أدت إلى خسارتنا بعض النقاط، لكن ننوه إلى أن العدو قد صُدم بجدار من المقاومة الثورية أدت إلى عدم تقدمه أكثر من ذلك وكعادته بدأ بنشر إشاعات عن هدنة.”
في حين يرى مراسل تلفزيون أورينت جنوب إدلب (محمد الفيصل) أن “تقدم ميليشيا النظام في ريف إدلب وحماة شيء طبيعي كون روسيا تعتبر ثاني أقوى دول العالم وتمتلك ترسانة سلاح قوية، والدول لها مصلحة مع روسيا كونها الأقوى على مبدأ المصالح، وريف إدلب عموماً ليس له داعم كونه الحلقة الأضعف، فمن الطبيعي أن تتقدم روسيا وميليشيا النظام.”
مع بداية العام الجديد لوحظ اتباع الثوار لخطط جديدة وتقدمهم على ميليشيا النظام وصد كل الهجمات التي تحاول التقدم إلى المناطق باتجاه مدينة معرة النعمان
يقول أبو طراد: “قد وضعنا ونشرنا في الجبهة الوطنية للتحرير كامل العتاد والعدة على كافة محاور الاشتباك، وعززنا نقاط الرباط بجميع النقاط مع العدو، ومع بداية العام تلقت قوات النظام ضربات موجعة ونفذت فصائل الثوار عمليات نوعية وأصبح هناك نوع من التقدم لصالح فصائل الثوار وقد أصبح هناك تنسيق بين جميع الفصائل الثورية وهو مؤشر إيجابي.
وعند سؤالنا (أبو طراد) عن الحل قال: “هذا أمر خارج اختصاصي نحن عسكريون على الأرض نضع الخطط العسكرية لمجابهة العدو ونعمل جاهدين لمواضيع التحصين وتخطيط وتنفيذ هجمات تكسر العدو والخطط قائمة وهناك غرفة عمليات مشتركة بين جميع الفصائل تعمل جاهدة للاستعداد لكافة السيناريوهات العسكرية بعيدًا عن السياسة.”
أما (محمد فيصل) يقول: “أتوقع حصول خلاف سياسي خارج سورية بين الأطراف الفاعلة في القضية السورية لعله يصب في مصلحة السوريين.”
وشوهد مؤخرًا دخول دفعات من الجيش الوطني من مناطق درع الفرات وغصن الزيتون إلى جبهات ريف إدلب الجنوبي بعد اتفاق أجرته عدة فرق وألوية هناك مع هيئة تحرير الشام كما تداول ناشطون.
يقول أبو طراد: “دخول قوات من الجيش الوطني هو سند لنا وقوة، ونرحب بكل من يحمل همَّ أهله وهم إخوتنا، نحن منهم وهم مننا وسنعمل سوية على صد العدو وسيكون تنسيق فيما بيننا.
تعتبر محافظة إدلب آخر معاقل الثورة المتبقية التي يحاول النظام السيطرة عليها للقضاء على الثورة، يقول (محمد الفيصل): “الفصائل عموماً والأهالي يعلمون أن دخول النظام إلى إدلب هو نهاية الناس والثورة، ومليشيا النظام وحلفائه عندهم حقد طائفي، والاحتلال الروسي يساعدهم لتحقيق حقدهم.”
مضت سنة ٢٠١٩ وفي طياتها الكثير من الآلام، فُقد فيها الكثير من الأهالي بيوتهم وموطنهم وتعرضت الثورة في هذا العام إلى عدد من النكسات والنكبات،
يصف الفيصل 2019 بقوله: “هذه السنة عرَّت المجتمع الدولي ولجان حقوق الإنسان وأظهرت كذبها حقيقة؛ لأنها رأت المجازر ولم تحرك ساكنًا كون روسيا هي الأقوى ولها مصلحة معها وهو بعكس مبادئ الإنسانية التي يدعونها.”
يتمنى السوريون أن يكون هذا العام الجديد أفضل حالًا من سابقه، وأن تكون الأوضاع الراهنة إلى حلول، وتنتهي مأساتهم الممتدة على طول تسع سنين مليئة بالألم والمعاناة على مرأى ومسمع العالم الصامت، وقد أخذ الناس قرار المواجهة لأنهم يعلمون أن دخول ميليشيا النظام إلى إدلب هو نهايتهم.