“الانتظار حالة عبودية” كما يقول أحد المعلقين، حالة تفرض على الإنسان نوعاً من الجمود في انتظار ما هو قادم من أجل أن يتحرك وفق المعطيات الجديدة، ولكن بما أن الظروف في تغير مستمر فالانتظار والجمود مستمر، لأنه لا جدوى من التحرك بعيداً عن الاستقرار “فالتحرك أثناء العواصف هو ضياع في فوضى عارمة” كما يقول معلق آخر ينتمي لثورة لا تكف عن التغير والتبدل بشكل سريع مع عدم قدرة أي من الأطراف على ضبط أي من إيقاعاتها .بهذه الثقافة ينتشر التكاسل والتخامل، والاتكالية ، وانتظار الفرج القادم من الله أو القادم من أمريكا، فلا فرق كبير عند المنتظرين في نوعية الفرج، المهم أن يؤدي إلى استقرار محبب يستطيعون فيه الوصول إلى أدوارهم القيادية ببيع انفسهم لأصحاب الفرج .هذا الكلام لم يعد مجرد هرطقة إعلامية في ثورة بدأت تبتلع النصف الثاني من عامها الخامس، بل على العكس تماماً، أصبح الحقيقة المرة التي ربما تنتظر خمسة أعوام أخرى لكي يصنع من يمسكون بزمام الأمور كما يتم وصفهم حلاً يعيد رسم الخارطة من جديد لكي نبدأ بالعمل وفق قواعد جديدة، ربما لن تختلف كثيرا في جوهرها عن القواعد التي ثار عليها الناس .وبعيداً عن كل ذلك هناك من اقتنع أنه ثار من أجل الحرية، فعمل على تحطيم كل قيود العبودية من حوله ومن بينها ذلك الانتظار المقيت الذي يخيم على كل شيء، و أخذ يعمل بجد وصمت لكي يصنع فرجه الخاص الذي آمن أنه أحد القادرين على فعل ذلك، وبأنه لن يكون منتظراً على فتات موائد الأخرين . فانظر اين تكون .. المدير العام / أحمد وديع العبسي