إن اشتعال الحرب الطائفية في سوريا بهذا الحجم الذي نشاهده ووصولها إلى الثورة وابنائها الذين لازالوا يؤمنون بأنهم خرجوا ضد الظلم والظالمين، يجعل الدائرة تدور على الثورة نفسها لتغدو هي الظالمة في مرحلة متقدمة، وعلى الثوار الصادقين أن يعيدوا الثورة على أنفسهم إن أرادوا أن لا يتحولوا لمجرمين .. لا يختلفون كثيرا عن مجرمي النظام إلا في حجم جريمتهم التي ستتعاظم يوماً ما حتى لا يقدر أحدٌ على التفريق بينهما .لقد استغل النظام الورقة الطائفية وسخرها لخدمته وتبعه الكثير من الحمقى من أبناء ملته وغيرها من الطوائف. متناسين أن الوطن أكبر من طائفة معينة مهما كان حجمها، وأن الحروب تخاض في سبيل القيم وليس في سبيل العرق والطائفة .لقد استطاع النظام المجرم تسخير الطوائف والأقليات لخدمة مشروعه البغيض، بتعزيز مصالحها تارة وبتخويفها تارة أخرى وبزرع الأحقاد الدينية طوراً ثالثاً، لتتحول الحرب بخبث السياسيين إلى اقتتال ديني بعيد عن الثورة وأهدافها. حرب يغذيها الحمقى أينما وجدوا ويلعب بها خبثاء السياسة.لقد كانت الكثير من الفصائل المقاتلة على وعي كبير تجاه عدم الغوص في حرب طائفية قذرة، ولكن النظام وبعض العملاء والحمقى فيما بيننا يعملون على إشعال هذه الفتنة بكل جهدهم، وإن كانوا قد حققوا بعض النجاحات في أيام مضت، علينا أن نكون أكثر وعياً فيما هو قادم وخاصة أننا صرنا على مشارف مناطقهم في الشمال والساحل. علينا أن نتصرف بمبدأ العدالة الذي قامت ثورتنا من أجله، وحذار أن نكون نحن الظالمين. حذار أن نتحول إلى مجموعة من الحمقى يغذيها حقدها بعيداً عن دينها ومبادئها . المدير العام / أحمد وديع العبسي