محمد رحال |
الأطفال هم الأكثر عرضةً للمخاطر في الحروب، وأكثرهم تضرراً بالحروب الداخلية للبلدان، وأطفال سورية كانوا الأشد تضررًا وعرضةً للخطر من كافة الجوانب وخاصة في فقد الأمان والسلام وانعكاسات الواقع على نفسيتهم وشخصيتهم.
ومن هذا المنطلق تعمل أغلب الجمعيات والمنظمات الإنسانية العاملة في الداخل السوري على تأمين احتياجات الأطفال وتسليط الضوء عليهم ومساعدتهم في شتى المجالات.
شبكة حراس العاملة في الشمال السوري، عملت على تأسيس لجان محلية تطوعية لحماية الطفل كي يكون في كل بلد يُوجد لجنة حماية لتصل الإفادة إلى أكبر عدد ممكن من الأطفال.
صحيفة حبر التقت بمسؤول بناء القدرة بشبكة حراس لحماية الطفل الأستاذ (عامر العلي) الذي حدثنا عن فكرة المشروع بقوله: “إن الفكرة جاءت نتيجة الظروف الراهنة التي يمر بها الأطفال نتيجة الحرب الدائرة، وكذلك لعدم وجود الفكر المسبق والمفاهيم قبل الحرب عن أهمية دور لجان حماية الطفل.”
وأضاف العلي أن فكرة اللجان أتت لتكون الدور الرديف الذي تستطيع من خلاله بناء قاعدة مجتمعية صلبة وواعية بحقوق الأطفال ورعايتهم والاهتمام بهم، ما يضمن إحداث الفَرق في مستقبل سورية القادم.
ونوه العلي إلى ضرورة العمل على منع أي شكل من أشكال العنف والإساءة والاستغلال للأطفال وتوفير البيئة السليمة والآمنة لهم.
وأكد أن الهدف الرئيس هو تأسيس نظام مستدام لحماية الأطفال على المستوى الوطني في ظل ما يتعرضون له، وأن أعمال اللجان هي تطوعية دون أجر.
وعن عدد اللجان التي شكلتها شبكة حراس حتى الآن يوضح العلي: “الشبكة تمكنت من إنشاء 29 لجنة محلية في الشمال السوري من ريف إدلب الجنوبي حتى ريف حلب الغربي مع إنهاء العمل في المناطق التي احتُلت مؤخرًا من قبل روسيا والنظام ونقلهم إلى مخيمات الشمال السوري لمتابعة العمل.”
وفي سياق متصل بيَّن الأستاذ (خيرو جبلاق) مسؤول لجنة حماية الطفل في مدينة حارم ومدرس لغة عربية دور اللجنة بقوله: “دور اللجنة في المدينة هو متابعة احتياجات الأطفال في المدارس والأسواق وفي كل مكان وحثهم على التعليم والالتحاق بالمدارس، ومنع تسرب الأطفال من المدارس رغبة منهم بالعمل ومساعدة أهلهم.”
وذكر أن المئات من حالات التسرب الدراسي لحقت بالأطفال نتيجة عدم وعي الأهالي بأهمية التعليم، وأن لجنة حماية الطفل مؤلفة من أشخاص لهم أثر كبير على الأرض من معلمين ومعلمات وأعضاء للمجالس المحلية والمؤسسات والمنظمات العاملة على الأرض ما يساعد على تسهيل عمل اللجنة.
وأضاف: “اللجنة تقوم بواجباتها تجاه الأطفال بجميع المجالات، من توعية وتأمين مستلزمات الأطفال من ناحية الأدوية والأمراض التي يتعرضون لها وبعض النشاطات الترفيهية.
وأشار إلى أن عمل اللجنة لم يقتصر على الأطفال فحسب، بل على العجز وكبار السن في حال كان ضمن القدرة المستطاعة.
وأنهى حديثه بقوله: ” اللجان لديها اجتماعات دورية كل شهر من أجل وضع الخطط المستقبلية وإظهار الإيجابيات والسلبيات من العمل السابق لتحسين دور اللجنة.”
هي فكرة من الأفكار التي تقوم بها المنظمات والمؤسسات في الداخل السوري، ولها أثر إيجابي كبير على المجتمع في الوقت الراهن والمستقبل، وحث جميع أطياف المجتمع على العمل التطوعي تجاه مساعدة الآخرين.