بقلم عبد الله درويشاليوم خمرٌ وغدا أمر ….قيل لامرئ القيس: إنَّ أباك قد قتل فاثأر له، فقال: اليوم خمر وغدا أمر!!وقيل لعبد الله الصغير آخر ملوك الطوائف: إنَّ الفرنجة يحاصرون قرطبة، فقال: اليوم خمر وغدا أمر!!وقيل للمستعصم بأمر الله: إنَّ المغول سيدخلون بغداد، فقال: اليوم خمر وغدا أمر!!وهكذا ….إلى يومنا هذا مازال العرب -ونحن منهم -يقولون: اليوم خمر وغدا أمر!!مازلنا نسوف…ومنذ قيام الثورة تقاعس من تقاعس، وتخاذل من تخاذل، ولسان حاله يقول: اليوم خمر وغدا أمر !!فكانت خمرته التي ركن إليها “الدعة “والفتات من الحياة التي لا تسر الصديق … مليئة بالجبن والخوف …وإلى الآن ما زال البعض ومنهم “الموظف” يقول: اليوم خمر وغدا أمر!!ففي كل شهر يردد: الآن أقبض وغدا أنشق، وما يزال ثملا بخمرة الوظيفة …والثمل لا يفيد مجتمعه، ولا يعي ما حوله، وهو بذلك يحرم المجتمع من خبرته، ويعطي النظام شرعية …وما يزال يسوف ويسوف، والأيام تمضي، وهو مترع بسلبيته وتخاذله …بل ويزيد على ذلك بتطفله على مجتمعه، ويطالب بما يدعي أنَّها حقوقه متناسيا واجباته …فإلى متى ؟! إلى متى سنهرق الكأس؟! إلى متى سنصحو من سكرتنا؟!إلى متى نقول: غدا؟ متى نبادر؟ متى ننتفض ونقول: اليوم … اليوم لعلنا نتدارك ما فات؟!لإن نصحو متأخرين، ونساهم في إطفاء نار الطغيان، خير من أن نبقى في سكرتنا، فنحترق ويحترق من حولنا ونحن جميعا …. !!!