يعاني الكثير من الأطفال في المناطق المحررة من سوء التغذية بسبب الحرب والحصار الذي طبق على قسم منهم، وبسبب النزوح وعدم الاستقرار أيضاً وتفشي الفقر بين الناس وقلة الثقافة الغذائية عند الأهل لأن الطفل يتأثر بطبيعة غذاء أمه وهو جنين.
صحيفة حبر الأسبوعية قامت بزيارة مشفى أورينت في مدينة إدلب لسؤالهم عن طبيعة الحالات التي تأتي إلى المشفى بخصوص سوء التغذية خاصة بعد سماعنا عن انتشارها وكثرتها.
(بيان قدور) فنية تغذية ومشرفة صحة مجتمعية في مجمع أورينت الطبي:
“بشكل عام في المناطق المحررة لا يوجد أطباء تغذية ولم يكن هناك حلات سوء تغذية إلا بعد بداية الحرب نتيجة الحصار والنزوح والفقر.
نحن الآن في حالة طوارئ وأحياناً قد يصل عدد الأطفال الذين نقيس لهم قياس مواك (قياس محيط زند اليد اليسرى لكشف حالة سوء التغذية) من 1500 إلى 2000 حالة في الشهر بحسب إحصائية المشفى مع إحصائية العيادة المتنقلة مع إحصائية فريق بنات الصحة المجتمعية الذين يزورون العائلات في البيوت.
أما متوسط العدد الذي يأتي إلى مشفى أورينت باعتمادي على جدول ديسكور (قياس وزن وطول لمعرفة حالة سوء التغذية) من 700 إلى 800 حالة سوء تغذية في الشهر وقد يصل العدد إلى 1000 حالة أحياناً، وعدد الذين يتابعون العيادة بسبب سوء التغذية 800 حالة تقريباً.”
كيف تعالجون حلات سوء التغذية؟
“نعالج حالات سوء التغذية عند الطفل بحسب درجاته وبالكمية المناسبة له كل 24 ساعة بحسب وزنه؛ لأن الزبدة تقاس بالكيلو كلوري، فكل ظرف وزنه 92 غرام يساوي 500 كيلو كلوري، وكل كيلو ونصف من وزن الطفل يحتاج إلى 200 كيلو كلوري في اليوم، فالطفل الطبيعي نعطيه غذاء للوقاية من سوء التغذية، والطفل الذي معه سوء تغذية متوسط نعطيه زبدة بلمبيسب، والطفل الذي يعاني من سوء تغذية حاد نعطيه زبدة بلمبينت.”
وقمنا بزيارة مشفى الأطفال التخصصي في المحافظة والتقينا مع الدكتور
(فائز جراد) أخصائي طب أطفال وحديثي ولادة وقال: “فقر الدم الخاص بنقص الحديد شائع جداً وقد يكون أكثر من %50 من الأطفال الموجودين في المناطق المحررة يعانون منه، ونلاحظه خلال عمر السنة.
سوء التغذية شائع جداً في مدينة إدلب وبخاصة عند الأطفال الذين كانوا محاصرين وتعرضوا لفترة طويلة من سوء التغذية وأدى إلى فشل نمو عندهم وأصبح وزنهم أقل من المتوقع الطبيعي بالنسبة إلى العمر والطول.
نشاهده في الدرجة الثانية عند الأطفال الذين يكونون من عائلات فقيرة لأنهم لا يستطيعون شراء حليب مناسب لأطفالهم، فيشربوهم الشاي أو العرعرط الذي يسبب رغم فائدته سوء تغذية وسوء نمو لأنه فقير ولا يحتوي على كامل العناصر الغذائية التي يحتاجها الطفل.
إحدى المشاكل الغذائية الخاطئة عند الأهل عندما يرضعوا أطفالهم حليب بقر والطفل لم يتجاوز السنة من العمر وهذا خطأ ومضر بصحة الطفل لأن حليب البقر فيه بروتينات ضخمة وغالباً ما يسبب عند الطفل تحسسًا بالأمعاء وسوء امتصاص فيسبب له فقر دم.
لا يجب أن يقتصر غذاء الطفل بعد الأربع أشهر الأولى على الحليب فقط بل يجب أن يدخل إلى جانبه الطعام كالخضار المسلوقة والمهروسة والفواكة والرز أيضاً.
سبب نقص الحديد عند الأطفال هو عدم أكل الفواكه يومياً والحمضيات كالكيوي والبرتقال والفواكه التي يوجد فيها فيتامين سي من أجل زيادة امتصاص الحديد وهذا الأمر غير متوفر لكثير من الاطفال.
نقص الحديد يؤدي إلى فقر دم بداية ثم يؤثر على نمو الطفل وقد يحدث عند الطفل وحم بايكا (يصبح الطفل يأكل التراب) إذا كان نقص الحديد شديدًا قبل أن يتم السنة، وقد يصبح عند الطفل فيما بعد نقص قدرة على التركيز أثناء الدراسة ويصبح عصبي المزاج، وقد يؤدي إلى تغيرات ضمورية في الغدد وفي الأعضاء في كامل الجسم، وقد نرى بعد فترة جيل كامل معه قصر قامة وفشل نمو وتأثيرات بعيدة الأمد وقد يفقد الشخص ثقته بنفسه إذا قارن نفسه بحجم زملائه.”
كيف يمكن للمرأة الحامل أن تتدارك نقص الحديد عن جنينها؟
“الجنين يأخذ من أمه حديد وكالسيوم أثناء نموه ويجب أن تأخذ المرأة الحامل طوال فترة الحمل الحديد والكالسيوم تحت إشراف الطبيب المختص”.