بقلم _ رنا الحلبي
كل يوم نتعرّض لحالات فَقد عزيزٍ واستشهاد غالٍ على قلوبنا، أو لتيتيم أجنّة في رحم أمهاتهم كان والدهم قد استشهد قبل رؤيتهم وفارق الحياة تاركاً له عزَّ شهادته، هكذا شاءت الأقدار لأطفال سوريا، لكن الأمل ينبع من قلب الألم، والقوة تولّد في نفوسنا الصمود والإباء؛ لمواجهة عدونا الذي عاث فساداً دون رحمة وإنسانية…
كانت فاجعة السيدة (ثورة الناصر) كبيرة جداً بفقد فلذة كبدها وأكبر أولادها، حيث طالته يد الغدر والحقد ممن باعوا ضمائرهم وخرّبوا جمال الحياة.
وكان قدره أن تغرّد روحه في السماء لينضم إلى قافلة الشهداء الشرفاء اللذين دفعوا أغلى ما يملكون فداءً لثورة الحرية والكرامة…
لكن قوة هذه الأم العظيمة وحبها لإكمال مسيرة النضال والتضحية، ومن قلب حزين مُلتاع عرفت كيف تتجاوز محنتها، لتقدّم الفرح لأطفال نادي طيور الجنة، وترسم البسمة البريئة على وجوههم في أيام العيد، فقد أقامت حفلاً ترفيهياً تضمن أناشيد ثورية وألعاب ترفيهية بمشاركة (الأستاذ شهاب) الذي قدّم فقرات ترفيهية للأطفال، وشاركهم بحماس وسرور وحيوية ونشاط كما وقدّم (المدرّب وسيم) فقرات ترفيهية وأناشيد أسعدت الأطفال وملأت قلوبهم فرحاً.
وقد كان لحبر لقاء مع أولياء الأمور الذين أبدوا امتنانهم وشكرهم لإدارة النادي على العناية الفائقة لأطفالهم وتقديم وجبات إفطار وتأمين المواصلات، كما ذكرت والدة الطفلة (ريان عطري)
وأشارت والدة الطفل (احمد كردي) التي تقطن في منطقة بعيدة عن مكان النادي أنَّها اختارت نادي طيور الجنة لأنَّ طفلها لم يكن مستمتعاً في أماكن أخرى، ولوجود العناية في كافة المجالات، وذكرت قائلة: “رغم الطيران والقصف مؤمنين بالقضاء والقدر” فقد فقدت والد ابنها أحمد ومازال لديها القوة والصمود والثبات.
وأشار الأستاذ (شهاب) من خلال لقاء مع حبر إلى أنَّ المنهاج المعتمد في النادي يعتمد ثلاثة حروف عربية و انكليزية وعشرة أرقام أسبوعياً
ويكون إعطاء الدروس بمهارات كتابية، واستخدام الفقرات الترفيهية عن طريق اللعب والرسم والمسرح، واستخدام العروض السينمائية عن طريق شاشة الإسقاط؛ لغرس القيم الأخلاقية في نفوس الأطفال.
ومن ضمن الفقرات المهمة التي قُدّمت في الحفل مسرحية (كيف نحمي أنفسنا أثناء القصف) حيث تمّ من خلالها تقديم عرض وضّحت فيه السيدة ثورة الناصر مديرة النادي كيف يجب أخذ وضعية الجنين عند الشعور بخطر القصف والتعرُّض لغارة جوية، وأكدّ العرض المسرحي على الأطفال عدم لمس الأجسام الغريبة حتى وإن كانت دمية أو ما شابه …
وفي نهاية الحفل تمَّ توزيع الألعاب والهدايا للأطفال اللذين فرحوا، وبدت على وجوههم نظرة الأمل وحب الحياة والاستمرار رغم الصعاب التي تواجه أبناء سوريا…
هكذا تعوّدنا أن نبقى صامدين، وأن نواجه الصعاب بكل قوة وإصرار، فالحياة تستحق أن نعيشها، وسوريا الحبيبة تستحق أن نضحي لأجلها…