عبد الملك قرة محمد |
بدأت جامعة حلب في المناطق المحررة الفترة الامتحانية الأولى لهذا العام رغم كل المضايقات التي تعرضت لها.
وتتوزع مراكز الجامعة في الريف الشمالي في أعزاز، والريف الغربي في مدينة الأتارب وعويجل، بالإضافة إلى كفر تخاريم ومركز معرة النعمان الذي توقفت فيه الامتحانات نتيجة قصف النظام للمدينة.
جامعة حلب غيرت أماكن كلياتها من ريف إدلب (الدانا وسرمدا) إلى الأتارب، ونتيجة أعمال الصيانة للموقع الجديد اضطرت إدارة الجامعة لتأخير موعد بداية العام ممَّا أدى إلى تأخير موعد الامتحانات إلى الشهر الثاني، في حين أنهت كل الجامعات السورية امتحاناتها.
صحيفة حبر زارت كليات الجامعة في مدينة الأتارب والتقت الدكتور (رياض وتار) عميد كلية الآداب الذي قال: “واجهنا مشكلة في ضيق المكان نتيجة عدد الطلاب الكبير، لكننا استطعنا التغلب على هذه المشكلة باختيار أيام محددة لكل كلية.”
وعن الأحداث الأخيرة وتأثيرها على الطلاب قال الدكتور: “لم تُؤثر الأحداث الأخيرة على الطلاب، إذ تعاملت الجامعة مع هذه الضغوطات بكثير من الحكمة حتى تمكنا من تجاوزها”.
وعن نسبة المتقدمين أضاف الدكتور رياض: “نسبة المتقدمين ممتازة، لدينا في كلية الآداب ما يقارب 700 طالب، وعدد المتقدمين تجاوز 600 طالب وهي نسبة عالية”.
أما عن حالات الغش في امتحانات الجامعة، فقد كانت قليلة بحسب الدكتور رياض الذي عبر عن ذلك بقوله: “لا يوجد حالات غش، إذ سُجلت حالتان فقط، وهذا يدل على وعي الطلاب والمراقبين بالتعليمات الامتحانية، ممَّا يصب في مصلحة الجامعة”.
ويؤدي مكتب الطلبة في الجامعة دوراً مهماً في خدمة الطلاب أثناء الامتحانات من خلال وضع البرامج الامتحانية المناسبة للطلاب عن طريق الممثلين من كل كلية بحسب رئيس المكتب الطالب “عمير شعبان”.
وعن الامتحانات يقول عمير رئيس المكتب: “يتقدم للامتحانات في الجامعة ما يقارب ستة آلاف طالب في جميع الكليات، كما تجري الامتحانات بشكل مريح وسهل، أما بالنسبة إلى الأسئلة فهي جدية أكاديمية تخدم الهدف الأبرز الذي تسعى إليه الجامعة في الحصول على الاعتراف الدولي”.
وعبر عدد كبير من الطلاب عن إصرارهم للنجاح لا سيما طلاب السنة الرابعة الذين يحلمون بالتخرج من جامعتهم التي قضوا فيها أربع سنوات في التعلم والعطاء.
(نور أوزون) طالبة في كلية الاقتصاد قالت: “ما يسبب لنا قلقاً هو تنقلنا المستمر من مكان لآخر، أتمنى أن نبقى في الأتارب وألا نضطر للانتقال إلى مكان جديد. أما بالنسبة إلى الامتحانات، فالوضع جيد والأسئلة تتراوح بين السهولة والصعوبة، ونحن مستمرون في جامعتنا، ففيها بدأنا مسيرة التعلم وفيها سننهي هذه المسيرة أيضاً”.
ستة آلاف طالب يخطون بأيدي التحدي درباً للعلم بعيداً عن مؤسسات الأسد الديكتاتورية ويرسمون بآمالهم الخطوط الأولى للمستقبل الذي يحلمون به ولأجله يعملون.