تقرير: محمد ضياء أرمنازي
حفر الغزيُّون أنفاقهم لكسر الحصار الذي فرض عليهم من قبل الاحتلال الإسرائيلي، وأصبحوا يهرِّبون من خلالها الأدوية والطعام والمحروقات والحيوانات المنتجة للألبان، وكان لهذه الأنفاق الدور الكبير في صمود الشعب الغزاوي في الحصار.
وقد صمدت مدينة داريا أيضاً بسبب قربها من الأراضي الزراعية، وبسبب وجود بعض الأنفاق التي تمتد بين مزارع المعضمية ومدينة داريا، وكانت تستخدم لتهريب الطعام والدواء وبعض أنواع المحروقات، وكانت المتنفس الوحيد الذي ساعد على صمود المدنيين مدة ثلاث سنوات تقريباً.
لكن لماذا لم تحفر الفصائل العسكرية مثل هذه الأنفاق لتخفيف المعاناة عن المحاصرين في مدينة حلب لإخراج المصابين والمرضى وإدخال الطعام والدواء والمحروقات وغيرها…؟ وهل يمكن تطبيق مثل هذه الفكرة على أرض الواقع؟ قامت صحيفة حبر بسؤال أحد المهندسين الإنشائيين الذي فضَّل عدم الكشف عن اسمه، فأجابنا بقوله: “الفكرة جيدة جداً وهو مطلب مهم لأهل مدينة حلب، وقد يؤمن هذا النفق مؤهلات صمود المحاصرين في مدينة حلب، وممكن أن يطبق على أرض الواقع وبقليل من الإصرار وقليل من الإمكانيات المعقولة يمكن أن يحفر النفق بشكل جيد، وليس مستحيل، لكنه صعب لأنَّ المسافة طويلة جداً، وقد يأخذ من الوقت الكثير، ولا تتوفر معظم المعدات المناسبة لحفر هذا النفق، وإذا كان العمل يدويا فإنَّه سوف يتطلب جهدا ووقتا طويلا، وباعتباره سيؤمِّن متنفسا لمدينة حلب يجب أن يكون المقطع كبيرا لكي يخدم المدينة المحاصرة بشكل جيد، وأعتقد أنَّ أي مهندس مدني يمكن أن يضع خطة لمثل هذا المشروع، وينفذها بشكل جيد بالرغم من عدم توفر بعض الأجهزة التي يحتاجها المهندس، وممكن تجاوز هذه الصعوبات.
أمَّا في حال خروج المياه في طريق هذا النفق فهناك عدة حلول للتخلص منها، فإن كانت قليلة يمكن أن تساعدنا في عملية الحفر وإن كانت كثيرة فيمكن أن نحفر لها الحفر ثم نضخها إلى خارج النفق وليست مشكلة.
أمَّا بالنسبة إلى الوقت الذي يمكن أن يأخذه هذا المشروع، فهو يتعلق بطبيعة الأرض التي سوف يحفر فيها أولاً، ويتعلق بعدد ورشات الحفر التي سوف تعمل فيه ثانيا، ويتعلق بنوع المعدات التي سوف تستخدم ومدى توفرها ثالثا، لكن أعتقد أنَّ تسعة أشهر وقت كافٍ لإنجاز مثل هذا العمل.
أمَّا بالنسبة إلى تكلفة هذا المشروع أعتقد أنَّ مليون دولار كافية حتى يكون المقطع جيدا وتكون آليات العمل فيه جيدة”.
أعتقد أنَّ المجتمع كله مسؤول عن مثل هذا العمل سواء كانت الفصائل العسكرية التي تتوفر عندها معظم أدوات الحفر، أو منظمات المجتمع المدني ومجلس المدينة، وكل الهيئات الموجودة في حلب، لكن هناك دور مهم يقع على عاتق الفصائل العسكرية الموجودة في الداخل، وهي حماية هذه الأنفاق أمنياً، لكن يجب ألا يكون لهم أي دور في السيطرة على هذا النفق، ويجب أن تكون إدارته مدنية 100% لتفاد أي فتنة ممكن أن تحصل بين الفصائل.