ربَّما علينا إعادة النظر في كثير من الأفكار التي تسيطر على نمطية المجتمع الإسلامي منذ فترة طويلة، فالفهم الخاطئ المتواتر يسبب لها تدميراً للأمة والدولة المسلمة وللمجتمع المسلم.
نظرية الفرقة الناجية هي إحدى هذه المصائب التي ورَّثت بعض التيارات والفرق الإسلامية فهماً خاطئاً لها جعل منها أساساً للصراع بين مختلف الفرق الإسلامية، وأبناء الديانة الواحدة، فضلاً عن الأديان الأخرى.
لا أعلم من أَوهمَ هذه الفرق أنَّه من واجب الفرقة الناجية محاربة غيرها وضمان إدخالهم النار، لتدخل هي الجنة، وتنجو فيما بعد.
ولا أعلم كيف تستطيع هذه النظرية أن تقفز إلى مستوى الصراعات الفصائلية داخل الفرقة الواحدة أساسا، فتتحول الخلافات الصغرى بين أبناء الفرقة الواحدة إلى خلافات عقدية تجعلها شبيهة بالطوائف المتنافرة تماما، والتي تتعبد الله في أن تتحارب فيما بينها.
ثمَّ لا أعرف من جعل القتال مع الطوائف الأخرى حالة تعبدية في ظلِّ ديانة تقدِّس الحرية وتقول صراحة: “فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُرْ”
ثمَّ لا أعرف من قال: إنَّ تعاليم الفرقة الناجية يجب فرضها بالقوة على باقي الفرق فضلا عن باقي الأديان، من أجل أن يعم السلام، وينفذ أمر الله في الأرض.
ثمَّ لا أعرف من استنتج أنَّ أمر الله في الأرض يجب أن ينفَّذ بالقوة، وهو الذي خلق الإنسان حراً، وجعل حريته مناط حسابه وثوابه وعقابه.
ثمَّ لا أعرف من أوهم الناس أنَّ حديث الفرقة الناجية حديث صحيح، وقد تكلم في بطلانه عدد لا بأس به من العلماء قديماً وحديثاً،.. فلا تتعجل، .. لأنَّ العجلة من الشيطان وعندها لن تنجو 🙂
والسلام عليكم …
المدير العام | أحمد وديع العبسي