نسمع بين حين وآخر عن معاناة أهل تركستان الشرقية أو “الأويغور” المسلمين، والمعاناة ربما يعرف الكثير أنها تتمثل في الظلم الواقع عليهم من قبل الاحتلال الصيني لإقليمهم الذي وفقاً للقانون يتمتع بحكم ذاتي، لكن واقعياً هو سجن سجانه الصين ومعتقلوه أصحابه ذووا الديانة الإسلامية.
إلا أن المفاجأة ليست في أن المعاناة هي فقط من استبداد وظلم الحكومة الصينية، لكن هناك ظلماً من قبل الدول التي يفر إليها اللاجئون، وهو الخبر الذي أحدث صدمة في الأوساط الحقوقية والإنسانية، حيث أكد نشطاء عبر بعض الوكالات الإخبارية أن هناك معتقلين مسلمين من الأويجور يعانون من ظلم كبير، وبعضهم معتقل في دول إسلامية وأخرى غير إسلامية.
حول هذا الموضوع قال عبدالأحد التركستاني، عضو الجمعية التركستانية في تركيا، وهو ناشط في مجال دعم مسلمي الأويجور لـ”المجتمع”: إنه بالفعل هناك مأساة إنسانية يعيشها ما يقرب من 8 آلاف مسلم أويجور في سجون المعتقلات، في: ماليزيا وتايلاند وإندونيسيا وكمبوديا، وهم جميعهم من الفارين من جحيم الظلم الصيني.
رحلة الهروب من الظلم
وحول أسباب الاعتقال، يقول عبدالأحد: إن المشكلة في أن الظلم الواقع على مسلمي تركستان خاصة الشباب والمستهدفين بشكل أساسي من قبل السلطات الصينية يدفعهم إلى الهروب وليس لهم من سبيل سوى الهجرة عبر الحدود، حيث يتم الوصول للصين ومنها عبر البحر أو الجبال ثم دخول الدول الحدودية، ولا يكون لدى مسلمي الأويجور الفارين أي أوراق ثبوتية؛ مما يدفع السلطات للقبض عليهم واعتقالهم.
الدور التركي
وحول الدور التركي، قال عبدالأحد: إن مسلمي الأويغور يشعرون بترابط بينهم وبين تركيا، حيث إن جذوراً لتركستان تختلط بالأتراك، كما أن الفارين لا يقولون: إنهم من مسلمي الأويغور؛ حتى لا يتم تسليمهم للسلطات الصينية التي تقوم بممارسة أبشع صور التعذيب ضد من يتم تسليمه؛ مما يضطر الفارون للقول: إنهم أتراك.. وللحكومة التركية دور في العمل على الإفراج عن هؤلاء المعتقلين.
عذاب في دول غير إسلامية
وقال عبدالأحد بصوت المتألم: إن أكثر عذاب يتعرض له المعتقل الفار من آلام الظلم الصيني أن يتم اعتقاله في دولة إسلامية من المفترض أن تساند حقوقهم، والألم الأشد عند هؤلاء المعتقلين في دول كتايلاند أو كمبوديا معروف ديانتها وعدائها للإسلام والمسلمين، حيث إن مسلمي الأويغور المعتقلين لا يستطيعون الحصول حتى على الطعام.
وناشد عبدالأحد العالم الإسلامي والمؤسسات الخيرية أن تتحرك لتنقذ هؤلاء المستضعفين في السجون، وأن يتكفلوا بإطعامهم، فما أشد الألم عندما يحتويك الظلم من كل جوانب حياتك.
تجدر الإشارة إلى أن تركستان الشرقية التي تسمى “إقليم شينجيانج” ذي الحكم الذاتي شمال غربي الصين، والمعروفة بغناها بالنفط والغاز الطبيعي وخامات اليورانيوم، تخضع للاحتلال الصيني منذ عام 1949م، ويشكل الأتراك الأويغور ما نسبته 46.4% من عدد السكان.
فيما يشكل أبناء قومية “الهان” الصينية – الذين وفدوا إليها بعد الاحتلال الصيني – ما نسبته 39.3%، كما يضم الإقليم الذي يتمتع بحكم ذاتي ضمن جمهورية الصين الشعبية نسبة من قومية “خوي” الصينية المسلمة، إضافة إلى قوميات تركية مسلمة أخرى مثل القيرغيز، والقازاق، والتتار.
ويشهد الإقليم، الذي تعتبره الصين ذا أهمية إستراتيجية مهمة، أعمال عنف دامية منذ عام 2009م، وخاصة في عاصمته “أورومتشي”، حيث قتل فيها حوالي 200 شخص، وذلك حسب الأرقام الرسمية.
ومنذ ذلك التاريخ قامت القوات الصينية بنشر قواتها المسلحة في المنطقة، التي ارتفعت فيها حدة التوتر بين قوميتي “الهان” الصينية و” الأويجور” التركية، لاسيما في مدن “أورومتشي”، و”كاشغر”، و”ختن”، و”طورفان” التي يشكل فيها الأتراك غالبية السكان.