أنس جمعة حشيشو
سأله ما بك؟! قال: “دعني فإنَّني صائم!
غفر الله لهذا الحبيب، أمَا علم أنَّ رمضان مدرسة التَّهذيب؟!
كثيرةٌ هي المفاهيم التي وجب علينا تصحيحها في مجتمعنا لكي نرقى به ويعمر،
منها ما يشاع بين إخواننا، ضيق الصدر وسوء الخلق في شهر الصبر.
أُخيَّ… أمَا علمت أنَّ الصّبر رابع مفاتيح النَّصر والتّمكين؟! وإلَّا فنحن في خسران مبين!
﴿وَالْعَصْرِ * إِنَّ الإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ * إِلاَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ﴾ العصر1-3
أمسكت عن المفطرات من طعامٍ وشراب، ونسيت صيام الجوارح وتهذيب النّفوس
تعال معي لحظة … لو تفكَّرنا قليلاً في عظيم هذا الشَّهر وما به من نفحات تربوية للنفس وإيمانية للقلب لعلمنا أنَّ الله سبحانه وتعالى قدَّمه لنا هديةً عظيمةً تهذيباً للخلق وإصلاحاً للقلب، وإعادة لتجديد العلاقة مع الخلق والخالق … فلماذا كلُّ هذا الجفاء منك أخيَّ الحبيب؟!
ولماذا يضيق صدرك على إخوانك بالكربات في شهر الرحمات؟!
أمَا علمت ما ينتظرك لو كنت على خلقِ عظيم؟! أمَا سمعت هدية نبيك صلى الله عليه وسلَّم:
((أنا زعيم ببيت في أعلى الجنة لمن حسن خلقه)) \ أبو داوود
وفي روايةٍ لمن حسَّن خلقه
فلو كنت هيّناً ليناً مع أهلك وإخوانك، حسن الخلق معهم، ستحجز مقعدك قرب نبي الرحمة.
“إِنّ مِنْ أَحَبِّكُم إِليَّ وَأَقْرَبِكُمْ مِنِّي مَجلساً يَومَ القِيَامَةِ أَحَاسِنَكُم أَخلاقاً”
فيا قرَّة العين ومهجة الفؤاد: لتكن مدرسة الصيام مقربة للرحمن مهذبةٌ للنفوس طاردةٌ لسيء الخلق ووساوس الشيطان.
ترفقوا بإخوانكم وأهليكم واستوصوا بهم خيراً في المعاملة وطيب المعشر.
رزقني الله وإياكم سعة الصدر والحلم والأناة على أهلنا وإخواننا ومن نعول.
وجعلكم مفاتيح للخير مغاليق للشر