بعد الدور الكبير الذي قامت به المؤسسات الصحفية في الثورة السورية، أصبح الإعلام تحت كل مجهر، وحظي باهتمام العديد من المنظمات والجمعيات المحلية.
في بلدة الأبزمو بريف حلب الغربي أقام مركز “هوية بلد” ندوة بعنوان “حرية الصحافة ” تُسلط الضوء على دور الإعلام وأبرز مهماته في ظل الأحداث المتسارعة التي تمرُّ بها الثورة السورية، وأهم المعوقات التي تواجه الصحفي.
حضر الندوة قرابة 20 شخصاً يعملون في مختلف المجالات، بين معلم وناشط وصحفي وغيرهم، ناقشوا عدة مفاهيم متعلقة بالصحافة أبرزها:
(حرية الصحافة -مؤشرات حرية الصحافة -القيم والمصالح التي تقدمها الصحافة الحرة -أسس حرية الصحافية -دور الصحافة في التأثير على الرأي العام -التحديات والصعوبات التي تواجه الصحافة الحرة)
وفي السياق نفسه قال (أنس الطاهر) منسق الندوة: “إنَّ هذه الندوة تهدف لإيصال أفكار صحيحة للمواطن فيما يخص الصحافة وزيادة الوعي الثقافي العام.”
وأكمل أنس: “اخترنا عدداً من الندوات في مختلف المواضيع الثقافية، وكانت الصحافة من بينهم نظراً لدورها الكبير.”
وفي حديث ذات صلة، قارن الحضور بين العمل الإعلامي في المناطق المحررة والمناطق الخاضعة لسيطرة قوات النظام، اتفق الجميع على تقييد الصحافة في مناطق قوات النظام، مبرهنين كلامهم بكبت كلِّ الأفواه التي تعارض النظام الحاكم، واعتقال وقتل العديد من الإعلاميين الذين لم يمجدوا ساداتهم.
أما من حيث النوعية، يقول (أنس إبراهيم) كاتب صحفي: “إنَّ إعلام قوات النظام وبالرغم من عدم المصداقية فيما يذيعه، يسعى لهدف واحد، ويسير في الاتجاه نفسه، بينما يتشتت الإعلام الثوري بسبب كثرة الفصائل والاتجاهات السياسية في المرحلة الحالية.”
على الرأي نفسه أيضاً أضاف الناشط (علي اليوسف): “عندما كانت الثورة تسير في اتجاه واضح، استطاع الإعلام الثوري نقل قضيته إلى العالم أجمع، أمَّا بعد التشتت الفكري والفصائلي ضعف صوت الثورة عالمياً.”
وفي ختام الندوة، تطرق الحضور إلى المشاكل التي تواجه الإعلام الثوري، وقال الناشط (محمد غزال): “هناك عدة مشاكل تعاني منها المؤسسات الثورية مثل: عدم الخبرة الكافية عند العديد من الناشطين، والذي قد يعطي نتائج سلبية من دون قصد، إضافة إلى سهولة تقمص دور الصحفي عن طريق وسائل التواصل الاجتماعي المتاحة لكل الأشخاص في أي مكان.”
لوحظ من خلال الندوة تقارب الآراء، وإدراك أهمية العمل الصحفي، كما دعا الحضور كافة القوى في المناطق المحررة إلى عدم تقييد عمل الصحفيين، ومساعدتهم في إتمام عملهم.