في الخامس عشر من كانون الأول نهاية العام الماضي ومطلع هذه الأيام، كانت نهاية حملة الغضب السوري لأجل حلب التي أفضت بالتهجير القسري للسكان، واستعادة النظام سيطرته على المدينة بشكل كلّي، برعاية دولية وتخاذل من كل الأطراف الخارجية والداخلية.
وفي الأيام الأخيرة أظهرت وسائل الإعلام جانبا آخر من التخاذل الدولي، لافتةً الأنظار إلى الغوطة الشرقية، ومدى التقصير والإجحاف الثوري والشعبي والعالمي بحقها، واستمرار النظام السوري بجرائمه البشعة بحق الإنسانية، حيث أكدّت مصادر إعلامية إطباق النظام وميلشياته حصاره لستة عشر ألف يتيم، وخمسة آلاف من ذوي الاحتياجات الخاصة في الغوطة الشرقية، وقتل ثمانية عشر ألف شخص بينهم ستة آلاف طفل، وتدمير ما يقارب أربعين مشفى، وكما أظهرت وسائل التواصل الاجتماعي توثيقات للمجاعات التي أودت بحياة الكثير من الأطفال، وتدهور الحالة الصحية لآخرين.
على إثر ذلك قام الناشطون بإطلاق حملات تندد بالنظام السوري، تحت هاشتاغات “الغوطة تستغيث، الأسد يحاصر الغوطة“، رافقتها تظاهرات ميدانية احتجاجاً على الوضع المزري الذي آلت إليه الغوطة، وحسب مصادر إعلامية أوضحت أنّ النظام قد تعهد منذ بضعة أشهر بالسماح للمساعدات الإنسانية بالدخول إلى المنطقة، حيث يبلغ عدد المحاصرين فيها ما يقارب ثلاثمئة ألف مدني.
على سياق ذلك صدر بيان للائتلاف، أشار فيه لعجز الحكومة المؤقتة ومنظمات المجتمع المدني عن توفير الاحتياجات الأولية من أغذية وأدوية، لسد العوز الذي يعاني منه سكان الغوطة.
لم يكد يمضي وقت على حملة الغضب السوري، حتى تبعته تسريبات ووثائق حصار الغوطة، فإلى أين تُفضي؟ إلى تاريخ اليوم منذ سست سنوات ما زالت الحملات الإعلامية والتظاهرات الشعبية مستمرّة، على أمل أن تجني قطافها، إلّا أنّها لم تعد سوى ظواهر اعتيادية، ينتهي بها المطاف لصالح النظام السوري.
كما ورد أيضاً تدهور الأوضاع في القريتين في حمص، وحدوث مجازر مرّوعة بحق المدنيين حصيلة المعارك بين التنظيم وقوات النظام وميلشياته، والقصف الهمجي من قبل الطيران الروسي بعد اقتحامها والاستيلاء عليها من قبل داعش، وكغيرها ستكون حبيسة عن الأنظار، تنتظر من يرفع نداء استغاثتها.