عمر نور – الغوطة الشرقية |
واضعاً وراءه كلَّ القوانين الدولية وكلَّ الاتفاقيات والمعاهدات، يستمر نظام الأسد بقصفه واقتحاماته على الغوطة الشرقية رغم شمولها مع مناطق خفض التصعيد، ويستمر في خططه التي تهدف لإسقاط الغوطة الشرقية والسيطرة عليها، فيما لا يكاد يخفى على أحد أنَّه، وفي الفترة الأخيرة، ازدادت أوضاع الغوطة استياءً أكثر وأكثر من حيث الغذاء والدواء واشتداد الحصار والقصف عليها.
ومع تأييد خفي حيناً وظاهر حينا آخر من قبل دول العالم لنظام الأسد والسكوت عن أفعاله ومحاولة التغاضي عنها وتأجيل العقاب رغم ثبوت الأدلة على مرتكب الجرائم، وضعَ ثوار الغوطة الشرقية هذا وراء ظهورهم محاولين إنقاذ أرواحهم وأرواح أهالي الغوطة من البلاء العام الذي سيلحق بهم في حال سيطر نظام الأسد.
بأنَّهم ظلموا” ترد على عدم التزام النظام بالاتفاقيات:
في اقتحام حقق عنصري المباغتة والمفاجأة في وجه قوات نظام الأسد تمَّ كسر ما كان يخطط له النظام.
حيث قامت حركة أحرار الشام الإسلامية في الغوطة الشرقية بإطلاق معركة “بأنَّهم ظلموا” على إدارة المركبات في مدينة حرستا بتاريخ 14 من شهر تشرين الثاني الموافق ليوم الثلاثاء
وفي حديث خاص “لجريدة حبر” مع المتحدث الرسمي باسم حركة أحرار الشام الإسلامية في الغوطة الشرقية “منذر فارس” عن سبب المعركة قال: “هذه المعركة هي كرد على عدم التزام النظام باتفاقيات خفض التصعيد وخرقه الواضح والمستمر لها من خلال القصف المستمر على مدن وبلدات الغوطة الشرقية وغارات الطيران المستمرة وهجومه على جوبر وعين ترما وحوش الضواهرة ومحاولات الاقتحام الفاشلة من قبله “.
ماذا لو لم تكن “بأنَّهم ظلموا” في هذا الوقت، وما المخططات التي أفشلتها؟
يجيب فارس بقوله “حركة أحرار الشام كشفت المخطط الذي كان يسعى نظام الأسد لتنفيذه في الغوطة، وقامت بإفشاله في هذه المعركة، النظام كان يخطط للهجوم من إدارة المركبات في حرستا والسيطرة على بلدة مديرا متجها إلى فوج الشيفونية لقسمِ الغوطة إلى قسمين ليسهل عليه مواجهة كل قسم لوحده”.
وأوضح “فارس” أنَّ هذه المعلومات حصلوا عليها من مصادر يثقون بها منذ عدة أشهر، فجاءت هذه المعركة لإفشال مخططات قوات النظام.
أهداف واضحة وأوراق مكشوفة وقوة بأيدي ثوار الغوطة:
وحسب “فارس” فإنَّ المعركة كانت لقطع الطريق على النظام من بدايته، وللتخفيف عن جبهات جوبر وعين ترما وحوش الضواهرة التي يقوم النظام بشن حملات متتالية عليها بغية السيطرة عليها.
وبالفعل حققت المعركة غايتها بإفشال المخطط أولا، وثانيا بالتخفيف عن الجبهات، فقد تواترت أنباء عن نقل بعض من قوات النظام في الجبهات المشتعلة في الغوطة وزجهم حسب وصف “منذر فارس” في المعركة الدائرة في إدارة المركبات العسكرية.
لتتحول هذه المعركة لورقة ضغط قوية بيد الثوار، حيث إنَّ النظام لم يفتح حديث المصالحات والهدن في الغوطة الشرقية منذ سيطرته على أحياء دمشق الشرقية برزة، تشرين والقابون، ومنذ اندلاع المعركة بدأ يحوم حول طلب مصالحات لتهدأ المعركة ويقف الثوار عند الحد الذي وصلوا إليه ويحاول كما في كل مرة أن يتقدم هو بمكره.
وعبَّر المتحدث الرسمي باسم حركة أحرار الشام في الغوطة لـ “حبر” عن أمله أن تكون هذه المعركة سببا في الضغط على النظام والدول للالتزام باتفاقيات خفض التصعيد وعدم مساندة نظام الأسد لهذا الحد.
فقد أكد “فارس” استخدام النظام لغازات سامة خلال الأيام الماضية بأيام المعركة أصيب على إثرها أكثر من 30 شخصا، تم تحويلهم إلى المستشفيات للكشف عليهم والتأكد من نوع الغاز الذي يرجح أن يكون غاز السارين، وذلك نظراً للأعراض التي ظهرت على المصابين.
وكانتقام من المدنيين لا أكثر، أخذت طائرات النظام الحربية تقصف مدن وبلدات الغوطة الشرقية قصفاً عشوائياً، بالإضافة لقصفه لها بالصواريخ العنقودية المحرمة دولياً ما تسبب بدمار بيوت فوق رؤوس ساكنيها وحدوث مجازر مروعة بحق المدنيين من أطفال ونساء وغيرهم في كل من مديرا وعربين وحرستا، كان آخرها مجزرة كفر بطنا التي راح ضحيتها 6 مدنيين بينهم أربعة أطفال وامرأة، وذلك في يوم الطفل العالمي.
فيما تم الكشف أيضا عن قضية أخرى تعبِّر عن مساندة الأمم المتحدة للنظام، حيث عثر ثوار المعركة عن كميات من الأغذية باسم الأمم المتحدة في مباني إدارة المركبات التي يستخدمها النظام في جمع سلاحه الذي يقصف به أهل الغوطة المحاصرين فيها بحسب “فارس”
فمسؤولية الأمم عن هذه الأغذية تحتّم وصولها إلى المحاصرين منذ خمس سنوات لا إلى من يحاصر ويقصف ويرتكب الجرائم!!فمن الذي أوصلها إليهم؟!
ومن يساهم في إعطائها لمن لا يحتاجها؟!
تقدم للثوار وخسائر للنظام
وأكَّد “فارس” لـ “حبر” أنَّ الثوار أحرزوا تقدما جيداً في مباني الإدارة، وأثناء تقدمهم قتلوا ما لا يقل عن 100 عنصر بينهم ضباط من قوات النظام وسيطروا على مستودعات ذخيرة وسلاح ومواد تفجير فضلا عن تدمير عدة آليات واغتنام أسلحة، وأكَّد أنَّ المعركة ما تزال مستمرة وعلى أشدها، وأنَّ النظام يحاول جاهداً استرجاع ما خسره، لكن كل محاولاته تبوء بالفشل لوقوف الثوار سداً منيعاً في وجهه كي لا يحقق غايته.