يكفي أن تتجول بضع دقائق في شوارع مدينة إدلب الجميلة، لتلاحظ فجأة منظراً مزعجاً، إنَّه منظر القمامة التي تتراكم في معظم الحاويات وحولها بسبب عدم إفراغها من قبل عمال النظافة.
يتساءل الناس في مدينة إدلب لماذا تتكرر هذه الظاهرة كل فترة من السنة سواء في فصل الصيف أو في فصل الشتاء؟
يقول (أبو إسماعيل) صاحب محل تجاري في منطقة الضبيط: “كل فترة تتراكم هذه القمامة في الحاوية وحولها بسبب التأخر في تفريغها من قبل عمال النظافة، فتصل رائحتها إلى محلي وإلى الجيران، هذه مشكلة ويجب على البلدية حلها.”
ويقول (أبو عامر) صاحب منزل قريب من مكان إحدى الحاويات: “نذهب إلى البلدية لكي نشتكي فيقال لنا: إنَّ عدد العمال قليل، وأحياناً أخرى يقولون لنا: عندنا ضغط بسبب قلة العمال والنقص في الميزانية وتوقف بعض السيارات الضاغطة عن العمل، كيف هذا وقد أصبحنا ندفع مبلغ 500 ل.س في الشهر رسم نظافة؟”
قامت صحيفة حبر الأسبوعية بزيارة مبنى البلدية في مدينة إدلب للسؤال عن سبب هذه المشكلة القديمة الجديدة، والتقينا مع مدير النظافة (م. محمد كوريني) وقال: “أثار الناس أنَّ هناك مشكلة إضراب عند عمال النظافة، ولهذا تتراكم القمامة في الشوارع، الحقيقة أنَّ العمال احتجوا مدة ساعتين فقط بسبب تأخير دفع رواتبهم، لكنَّنا أقنعناهم بالعودة إلى العمل، وقد عادوا إلى عملهم، لكن السبب الرئيسي لهذه المشكلة هو نقص في السيارات الضاغطة؛ لأنَّ هناك ثلاث سيارات متوقفة معطلة وتحتاج إلى تصليح.”
هل عدد عمال النظافة كافٍ لتخديم نظافة مدينة إدلب؟
“طبعا العدد غير كافٍ يوجد عندنا نقص كبير في عمال النظافة، نحن نحتاج إلى مئة عامل على الأقل فوق العدد الموجود عندنا لكي نلبي الحاجة الدنيا للنظافة في المدينة، بسبب زيادة في عدد سكان مدينة إدلب، لقد قمنا بتسريح 66 عاملا لأنَّ عقدهم مدته ثلاثة أشهر فقط، ولا يوجد عندنا إمكانية لدفع رواتبهم، حالياً يوجد عندنا 90 عاملا فقط، يعملون في النظافة بالإضافة لإداريين وعمال سيارات علماً أنَّه قبل الثورة كان عدد العمال في مدينة إدلب 350 عاملا.”
لماذا عندكم عجز بالميزانية وقد أصبحتم تجبون رسم نظافة قيمته 500 ل.س؟
“أولاً: هذا أول شهر نجبي فيه رسوم نظافة، وهي نفسها غير كافية ولا تغطي تكاليف أجرة العمال والمحروقات وتصليح السيارات، لأنَّ رواتب العمال فقط 11 مليون ل.س، التكلفة التشغيلية مجموعها 16 مليون ل.س كرواتب وثمن محروقات للسيارات، أما قيمة التصليح الشهرية للسيارات فهي تتراوح بين المليون والثلاثة ملايين ل.س
أما بالنسبة إلى مبلغ الجباية، فإنَّ كلَّ المبلغ الذي جبيناه في الشهر الماضي بمؤازرة شركة المياه وشركة الكهرباء لم يتجاوز مبلغ مليونين وثلاثمئة ألف فقط، وهذا لا يكفي أبداً، ومن المستحيل أن نجبي من الجميع، لكن لنفرض جدلاً أنَّنا سوف نجبي من جميع المكلفين من البيوت والمحلات حينها قد يكفي لتغطية أجرة العمال فقط، وهذا أمر مستحيل.”
منذ فترة كان الوضع جيد بالنسبة إلى النظافة، فما هو السبب الرئيسي لهذه المشكلة؟
“عندنا ثلاث سيارات متوقفة عن العمل من أصل 8 سيارات ضاغطة، بسبب أعطال فيها ولا يوجد ميزانية لإصلاحها، لأنَّ تكلفة إصلاحها تكلف مبلغ 4 آلاف $ وهذا المبلغ غير متوفر عندنا، وقد وضعنا الإدارة في صورة الوضع منذ شهر تقريباً لكن إلى الآن لم يصل الرد.
السيارات المتبقية تداوم ورديتان لكن الوردية الثانية لا تلحق التفريغ الثاني، لأنَّ النهار أصبح قصيرا ولا يوجد إنارة في الشوارع.”
كيف ستعالجون هذه المشكلة إذاً؟
“نحاول زيادة ساعات العمل على حساب العامل دون أي مقابل لكي نغطي على قلة عدد العمال بالرغم من أنَّ باقي المؤسسات الأخرى يأخذون طبيعة عمل أحسن من طبيعة عمل عمال النظافة، علماً أنَّ عمال النظافة يجب أن تكون طبيعة عملهم هي الأعلى، لأنَّهم يتعرضون إلى مخاطر صحية متنوعة”.
المشكلة تحتاج إلى حلٍّ، والحل يحتاج إلى ميزانية، والميزانية غير متوفرة، فهل ستتوفر الميزانية قريباً عند إدارة إدلب، لكي تحل هذه المشكلة؟