كانت أرضه خضراء جميلة، وكانت هتافات الجماهير وصيحات المشجعين وتصفيقهم تملأ المكان، وكانت صالاته حافلة بالرياضيين من مختلف الأعمار والمدربين المحترفين، لكن حاله اليوم كحال البيت المهجور الذي يفتقر إلى ضحكات الأطفال وصخبهم، إنَّه معلب إدلب البلدي الذي تعرض للقصف الروسي الهمجي عدة مرات ممَّا أدَّى إلى خروجه عن العمل.
قامت صحيفة حبر الأسبوعية بزيارة هذه المنشأة الرياضية للاطلاع على حالها بعد إطلاق مشروع التنظيف والتأهيل الذي عملت عليه عدت جهات مهتمة بالرياضة، وقد التقينا مع (علاء مروح) نائب رئيس المديرية العامة للرياضة والشباب حكم درجة أولى سابقا:
ما هو حجم الخراب في هذه المنشأة؟
“إنَّ حجم الدمار والخراب الذي لحق بهذه المنشأة بسبب قصف الطيران كبير جداً، فالصالة التي كانت تضم ألعاب كرة السلة وكرة اليد مدمرة بالكامل، وأرض الملعب أصبح فيها حفر ونبت فيها العشب الطويل، وقد تكسرت معظم المقاعد في المدرجات، ودمِّر جزء من المنصة على سبيل المثال.”
المنشأة بحاجة إلى ميزانية كبيرة لإعادة تأهيلها بالحد الأدنى، كيف ستتجاوزون هذه المشكلة، وهل يمكن للجهود الفردية أن تأهل أرضية الملعب بالحد الأدنى لكي تقام عليها المباريات؟
“لا يوجد أي دعم مادي حالياً، نحن الآن نعمل بسواعدنا وبجهودنا الفردية، لكن نحن لا نستطيع تجاوز مشكلة عدم وجود الدعم بالمال في هذه المرحلة، نحن بحاجة إلى إعادة الحياة لأرضية الملعب أولاً، وبحاجة لرش مبيدات وإشراف مهندسين مختصين لإعادة العشب الطبيعي إلى أرض الملعب.”
ما هي الأهداف من إعادة تأهيل هذه المنشأة؟
“حلمنا بوزارة للرياضة من خلال المنشآت الموجودة في المناطق المحررة، ونملك الكوادر الإدارية والفنية ولجان التنفيذية والرياضية، لكن الهدف القريب هو إعادة الحياة لهذه المنشأة.”
ما هي الأشياء أو الأماكن القابلة للتأهيل في هذه المنشأة؟
“حاليا المبنى الرئيسي للمديرية يمكن تأهيله؛ لأنَّ الخراب فيه قليل، ويوجد بعض الصالات التي يمكن استخدامها للألعاب الفردية كالجودو والكاراتيه والجمباز وغيرها من الألعاب الفردية، ويوجد عندنا ملعب للتنس حالته جيدة، وملعب القدم يمكن تأهيله بالحد الأدنى.
أما بالنسبة إلى المكان المخصص لسكن الرياضيين فقد سكنته بعض العائلات المهجرة”.
وقد التقينا مع (فريد حاج قدور) مدير مكتب المنشآت في المديرية العامة للرياضة والشباب: “نقوم بالعمل على تنظيف الملعب وترحيل الركام بالتعاون مع الدفاع المدني ومنظمة بنفسج، و قام عدد من اتحاد الطلبة الجامعي وعددهم مئة شخص بمساعدتنا في التنظيف وقلع العشب من أرض الملعب، وقمنا بزمن قياسي في أسبوع واحد بترحيل الحجم الأكبر من الأنقاض وأطنان من الحديد الموجود على أرضية الملعب والمدرج، ونحاول تحفيز المتطوعين من مكتب الجامعة لكي يساعدونا لأنَّنا بحاجة لكادر بشري ضخم لإعادة الحياة للملعب.
لا يوجد عندنا أي مشكلة من أي جهة سواء بنفسج أو غيرها للعمل على تأهيل المنشأة، فهذه المنشأة الرياضية لكل الرياضيين الأحرار الموجودين في المناطق المحررة.
نحن نناشد المسؤولين والمنظمات الموجودة على الدعم لتأهيل هذه المنشأة المهمة.
ممكن بعد 15 يوماً يكون ملعب القدم جاهزاً، وسوف يكون هناك مباراة كرنفالية أولى، وستكون مع الجهات التي ساهمت معنا في تأهيل الملعب كفريق الدفاع المدني، وفريق منظمة بنفسج، وبعدها ممكن نطلق مباراة بين نجوم الرياضيين في المحرر”.
يقول (م. بشار حلاج) في مشروع منظمة بنفسج: “قامت منظمة بنفسج بترحيل الأنقاض الناتجة عن قصف الطيران من الملعب والصالة والحديقة، إضافة إلى أعمال تكنيس ضمن الإمكانيات المتاحة، لكن أعمال الإصلاح والترميم تندرج ضمن دراسة كاملة ترفع للمنظمة الداعمة.
العمل ضمن الملعب كان بعد رفع دراسة لتلك الأعمال، وكانت مقتصرة على التنظيف وترحيل الركام.
أغلب أعمال الترميم والإصلاح مدروسة مسبقاً وموجودة في أرشيف عندنا، لكن نحن بانتظار بعض الدعم لبدء عمليات إصلاح فعلية وعلى مستوى أكبر”.
وقد التقينا مع (يحيى عرجا) مدير مركز إدلب في الدفاع المدني: “عملنا في الملعب على تنظيف وإزالة الركام وغسيل حلقة السباق حول الملعب، وقد قمنا بإزالة القنابل العنقودية من الملعب وبين المدرجات، وحالياً سوف نعمل على صيانة الحديد من خلال ورشة الحدادة التي نملكها.
نقوم بتحويل بعض نفقاتنا إلى مشاريع خدمية وهذا يعتبر مشروعا خدميا، أمَّا بالنسبة إلى المدة التي نعمل بها في تأهيل الملعب فهي غير محددة، وما دام القصف متوقفاً وعندنا وقت للعمل فإنَّنا سوف نعمل ونساعد بما نملك”.
لكن لماذا لا تقوم الحكومة الحالية أو الجهات الداعمة بدعم هذه المؤسسة المهمة لإعادتها إلى العمل بالحد الأدنى وتنشيطها لكي يعود شبابنا الرياضي إلى ممارسة الرياضة والتفاعل بين الفرق الرياضة وإعادة التحفيز لجميع الألعاب الفردية أيضاً لبناء جيل رياضي؟!.