الاحتراق النفسي هو غليان وثوران داخل النفس، وصراع داخلي نتيجة زيادة الضغوط النفسية والاجتماعية فيشعر الفرد بعدها بالقهر والاضطراب.
يعاني أغلب المواطنين من الضغوط الزائدة في العمل، فقد يمتهن البعض أكثر من مهنة بسبب سوء الأحوال وحاجه الكثير إلى المزيد من المال للعيش في قليل من الرفاهية.
نقلا من وسائل التواصل الاجتماعي: ” وجد الباحثون، أنَّ مدمني العمل كانوا أكثر عرضة من غيرهم للإصابة بالاضطرابات النفسية، بنسبة 32.7%، مقارنة بنسبة 12.7% من غير المدمنين.
وبلغت احتمالات الإصابة بالوسواس القهري بين مدمني العمل نسبة 25.6%، مقابل 8.7% من غير المدمنين. “
مصادر الاحتراق النفسي:
الظروف المعيشية القاسية تدفع بالكثير لمحاوله العمل على أكثر من اتجاه من أجل مقاومة هذه الظروف، كذلك الإحساس بالاضطهاد أو ضعف الشخصية وعدم ترتيب الاولويات من الأسباب التي تؤدي الى الاحتراق النفسي.
أحمد شاب في الثلاثين من عمره يعلم في مدرسة، وبعد الظهر في معهد، ولديه ثلاثة طلاب يأتون إلى البيت عند المساء، ويدرس ماجستير، وهو أب لثلاثة أطفال يقول لنا:
” أحسُّ أحيانا أني أريد أن أغلق الباب على نفسي ولا أتكلم مع أحد ، أحس بضغط في أفكاري، فبعض الأحيان تتراكم عليَّ الظروف، فربما أختلف مع إدارة المدرسة، وبعض الأحيان تكون هناك مشاكل مع طلابي، فمنهم المهمل ومنهم الكسول ، كما عليَّ أيضا أن أُحضر حاجات البيت من خضار ولحمة من أجل الغداء ، فلا أجد لنفسي متسعاً من الوقت كي أكمل تحضير دروسي ، فما إن أنتهي من تحضير الدروس لطلابي حتى أبدأ بأطفالي الذين ينتظرون أن أساعدهم في واجباتهم و زوجتي أيضا عندها الكثير لتقوله لي … حتى أصل إلى آخر النهار وأرمي نفسي على فراشي منهكا من نهار طويل “
آثار الاحتراق النفسي:
قد يسبب من الجانب الفيزيولوجي سكر وضغط واحتشاء، ومن الجانب الاجتماعي قلة تواصل مع الأقارب والأصدقاء، ومن الجانب النفسي ضغط، ومن الجانب الروحاني تقصير، ومن الجانب العملي تعب.
أما أم أحمد فهي سيدة من سيدات المجتمع تعمل مديرة في مكتب، وعندها ارتباطات مع شخصيات كثيرة، وهي أيضا أم لأربعة أطفال أكبرهم في سن المراهقة تقول لنا:
” منذ الساعات الأولى من الصباح وأنا أحاول مسابقة الساعة، فمن ترتيب إلى جلي إلى إعداد الإفطار ثم أخرج لعملي وفيه ينتظرني أشغال كثيرة، فمن مكالمات إلى لقاءات إلى تصوير وكتابة وإعداد وهكذا حتى أعود إلى البيت منهكة من العمل، ما إن أصل حتى أجد البيت ينتظرني من فوضى الى شجارات إلى إعداد طعام الغداء وكنس وجلي وترتيب، وعليَّ أن أصالح بين أطفالي وأتحاور معهم .. ثم يأتي موعد العشاء وتدريس الأطفال وهكذا… حتى أصل إلى فراشي في آخر أنفاسي. “
الأمور التي تساعد على التخلص من الاحتراق النفسي:
فمن السجود إلى قراءة القرآن والاستغفار واللعب مع الأطفال إلى نزهة في طقس جميل أو أخذ قليل من الراحة بعيدا عن الضجيج، وأيضا التسوق أحد الأمور التي تساعد على التجديد من النفس وممارسة بعض الألعاب الترفيهية، كما أنَّ الابتسامة دواء لأصحاب الاحتراق النفسي وأيضا تغيير أثاث المنزل يبعث في النفس الراحة.
ربما نحتاج إلى من يذكرنا كيف؟ ومتى؟ وأين؟ علينا أن نريح أعصابنا لنعود إلى ركب العمل بروح نشيطة من جديد.