استطلاع : عمر عرب الآن وبعد فترة من القتال تجاوزت الثلاث سنين ونيف باتت قوة جيش النظام الكبيرة تترنح بين ضربات الجيش الحر الذي مازال يستنزف قوته على الأرض، وبين ارتفاع أعداد قتلى المليشيات العراقية المساندة له والشيعية التابعة لحزب الله نتيجة ضربات الثوار لهم، كل ذلك ولّد لهذا النظام أزمة حقيقية في الكم العددي للجنود الذين يقاتلون إلى جانبه ممَّا أدى إلى نقص كبير في صفوفه، وحدوث العديد من الثغرات على الجبهات المهمة، أمرٌ جعل النظام يعلن عن حملة تعبئة موسعة وغير مسبوقة للقوات الاحتياطية وخاصة في المدن الكبرى الخاضعة لسيطرته، مع عدم السماح للشبَّان من الفئة العمرية التي تتراوح بين 18 و 35 بالسفر دون إذن وتصريح من شعبة التجنيد.وليقوم النظام بعدها بنشر حواجز تفتيش متحركة، وشن حملات دهم واعتقال بحق العديد من الشبان سواء على البيوت أم الأماكن التي يرتادها الشبان كالمقاهي والباصات والجامعات.قرار صعب من قبل النظام وَضع الشبَّان أمام خيارين إمَّا القتال الذي لا تعرف نهايته ولا مصيره إلى جانبه، أو النزوح إلى مناطق المعارضة، وربَّما السفر إلى خارج البلاد، خاصة أنَّ جيش النظام يقوم بوضع أولئك الجنود على الخطوط الأولى للجبهات الساخنة دون أن يتلقوا التدريب الازم الذي يؤهلهم للمشاركة في القتال، فأصبحوا كالطعم السائغ، أمَّا جنوده وميليشياته فهم في الخطوط الخلفية كي لا يصيبهم شيء، يقومون بإلقاء التعليمات والأوامر.سامر 26 سنة بائع ألبسة يقول : أنا لدي “بسطة” أقوم ببيع “الجينزات” وغيرها تعرَّضت عدة مرات إلى المضايقة من قبل الأمن أولاً ومن ثم الشرطة العسكرية، ففي كل فترة كان يأتي الأمن ليأخذ مني المال أو أشياء من البضاعة دون دفع ثمنها، وقد ازدادت تلك المضايقات عند بدئهم بسحب الشباب إلى خدمة الموت وليس الخدمة العسكرية، في بدابة الأمر تخوَّفت بعض الشيء لكن عندما رأيت عمليات الاعتقال تزداد قررت ترك عملي وأهلي والذهاب إلى مناطق الثوار بدلا من أن أنضم إليهم وأقاتل معهم قتالا لا فائدة منه ومصيره الموت المحتَّم.خالد 24 سنة طالب ميكانيك بجامعة حلب: أنا لدي تأجيل من شعبة التجنيد ينتهي في 2/4/2015 وإن أرادات أن أؤجل إلى سنة أخرى لا أستطيع تخوفا من اعتقالي أثناء الذهاب إلى شعبة التجنيد، فمع أنَّ الطالب يمتلك تأجيلا يقومون بسحبه إلى الخدمة إذا ورد اسمه، فصديقي تم اعتقاله منذ فترة بنفس الحالة وأنا في حيرة من أمري بين إكمال دراستي وبين جبهة القتال.عماد 30 سنة عامل كهرباء في مناطق النظام: عملي يتطلب الذهاب إلى مناطق متعددة والعمل في أماكن متنوعة، وهذا الأمر يعرضني إلى المرور على حواجز النظام المنتشرة ما يؤدي إلى اعتقالي، فهم ليس لديهم ضابط أو أية رحمة عند اعتقال أحد، وهذا الأمر يقيد عملي وتحركاتي ضمن المناطق، ولا أعلم ماذا أفعل، بعد فترة قررت الذهاب إلى مناطق الثوار لكن للأسف لا يوجد عمل أيضا، أنا في حيرة من أمري إمَّا أن أبقى دون عمل أو يتم اقتيادي للخدمة.أحمد 32 سنة موظف: كل يوم يجب الذهاب إلى الدوام وإثبات حضوري، وأكثر من مرة تصادمت مع رجال الشرطة وقوات الأمن المتمركزين على الحواجز الذين يقومون بتهديدي وسحبي إلى الخدمة لكن ما أن أعطيهم المال يقولون لي هذه المرة فقط سنتركك وكأنهم يمننوني ويتفضلون علي وأنا بالنسبة إليهم مصرف، إن استمريت في عملي سأبقى كذلك وإن انضممت معهم سيكون الموت مصيري.سعيد 28 سنة طالب: ضمن الجامعة نفسها التي ندرس فيها تتم عمليات اعتقال بحق العديد من الطلاب، جعلنا هذا الأمر نتخوف من الذهاب إلى الجامعة وبالتالي الحرمان من إكمال تعليمنا، هو يريد أن يعلمنا على طريقته المستميتة الخاصة به ونحن لا نعلم أنذهب إلى الجامعة أم لا؟ ولو لم نذهب يبقى هاجس الخوف لدينا لأنه يقوم بعمليات دهم للبيوت واعتقال للشبان.محمد 27 سنة سائق تاكسي: المشكلة عندي أنَّني المعيل الوحيد لأبي وأمي، وإخوتي مسافرون خارج البلاد، ولكنَّ رجال الأمن لا يأخذون هذا الأمر بعين الاعتبار، ولذلك، قررت أخذهم والسفر خارج البلاد.فيما أصدرت “المحكمة الشرعية في حلب وريفها قراراً جديداً ينص على “منع سفر الشباب بين سن الـ 18 و35 من المناطق الواقعة تحت سيطرة المعارضة إلى المناطق الواقعة تحت سيطرة النظام في حلب”.وبحسب مصادر خاصة لحبر فإنَّ هذا القرار أتى بعد تكرار حالات التجنيد الإجباري للشباب في مجموعات “شبيحة” مثل “لواء القدس” وغيره.