بقلم : أمل شريفإنَّ من أعظم الأمور التي يحافظ عليها الإنسان ويدافع عنها في الحياة حريته وكرامته وحقوقه،والمرأة هي عنصرٌ مهم وأساسيّ ومكمِل للحياة، فالإنسانية اهتمت بهذه الأمور غاية الأهمية وجاء الإسلام ليحفظ للمرأة حقوقها ويصون لها كرامتها ويعطيها ما تستحق من الحرية التي تيسر بها حياتها الخاصة والعامة.وكما يقال لا يُعرف الشيء إلَّا بضده، إذاً لا بدَّ لنا من المقارنة بين الحضارة الإسلامية في مفهومها لحقوق المرأة، وبين الحضارات الأخرى؛ لنتبين مكانة المرأة في كلٍّ منهما، وكيفية التعامل معها على أساس تلك النظرة.فالحضارة الهندية تمتهن أبسط حقوق المرأة، حيث أنَّ المرأة في هذه الحضارة توَّرثُ للوَرَثة بعد وفاة زوجها مثلها مثل أي سلعة أو شيءٍ من الممتلكات، فهي لا حقوق لها ولا شخصية، أو تحرق مع زوجها المتوفى وهي حية.أمَّا في الحضارة الغربية التي تتشدق بالديمقراطية وحقوق الإنسان، فهناك يجب على المرأة أن تتخلى عن اسم عائلتها لصالح عائلة الرجل عند الزواج، وعند فشل هذا الزواج يرجع إليها اسمها، وكلمَّا تزوجت غيرت اسم عائلتها، وهي قبل الزواج عبارة عن متاع متى مَلَّ منه الرجل رماه مستهلكاً.هذا وقد عاشت المرأة في ظل الإسلام تتمتع بما لا تحظى به النساء في الحضارات الأخرى من الحقوق والميزات، منها حق اختيار الزوج، وحق الاحتفاظ باسم العائلة، وحق الميراث من الأهل والزوج، هذا وقد جعل الإسلام للمرأة كيانها العظيم كعنصر أساسي في العائلة، فهي الأمُّ التي رضاها أعظم الحسنات وأجل القربات إلى الله بعد رضى الله عز وجل، وهي الزوجة التي حرص رسول الله صلَّى الله عليه وسلم على الوصية لها في حياته كلها، وكانت هي آخر ما أوصى به بعد الصلاة فعن أم سلمة أن النبي صلى الله عليه وآله وسلموهو في الموت جعل يقول : الصلاة وما ملكت أيمانكم . فجعل يقولها وما يفيض. وهي الابنة التي أثنى رسول الله على من أحسن تربيتها ورعايتها بما آتاه الله وقدّره من علم ومال فقال: مَنْ كُنَّ لَهُ ثَلاَثُ بَنَاتٍ يُؤْوِيهِنَّ وَيَرْحَمُهُنَّ وَيَكْفُلُهُنَّ وَجَبَتْ لَهُ الْجَنَّةُ الْبَتَّةَ قَالَ: قِيلَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ فَإِنْ كَانَتِ اثْنَتَيْنِ؟ قَالَ: وَإِنْ كَانَتِ اثْنَتَيْنِ قَالَ: فَرَأَى بَعْضُ الْقَوْمِ أَنْ لَوْ قَالُ وَاحِدَةً؟ لَقَالَ: وَاحِدَةً.وهكذا نرى كيف أنّ الإسلام أعلى من شأن المرأة، وبوّأها مكانة رفيعة في مجتمعنا الإسلامي، وضَمن لها حقوقها كاملة.