نقلت تقارير أنّ صورا لأقمار صناعية أظهرت أن إيران بنت قاعدة قرب دمشق لتخزين الصواريخ القادرة على ضرب إسرائيل، مما يعني تجاوزاً للخط الأحمر الذي وضعته الحكومة الاسرائيلية لوقف التغلغل الإيراني في سورية.
وتظهر الصور التي التقطها الأقمار الصناعية التابعة لمؤسسة إيمجسات الإسرائيلية ما يبدو كأنه مبنيان بنيا حديثاً كمخازن للصواريخ، وتشبه كثيراً مخازن إيرانية أخرى كانت اسرائيل قد قصفتها السنة الماضية.
ويشغّل فيلق القدس القاعدة الجديدة التي تبعد نحو ثمانية أميال شمال غرب دمشق، وهو القوة الضاربة للحرس الثوري الإيراني، والذي قاد انخراط إيران في سورية.
وإنْ تأكد وجود صواريخ إيرانية في هذه القاعدة سيؤدي هذا على الأغلب الى زيادة التوتر بين العدوين اللدودين اسرائيل وإيران، خصوصاً بعد ازدياده كثيراً الشهر الماضي.
وكان هذا التوتر قد اندلع بداية شهر شباط إثر إسقاط إسرائيل طائرة إيرانية مسيرة دخلت أجوائها من سورية، وبدورها فقدت إسرائيل طائرة إف16 حيث تمكنت الدفاعات الجوية السورية من إسقاطها.
وكان الدبلوماسيون الغربيون والأمم المتحدة قد حذّروا مراراً وتكراراً من مغبة الانزلاق بسهولة الى صراع مدمر مفتوح، مما قد يؤدي الى مواجهة بين اسرائيل من جهة وإيران وحلفائها في سورية ولبنان من جهة ثانية.
وكانت اسرائيل قد بقيت بعيدة إلى حد كبير عن الحرب المندلعة في سورية منذ سبع سنوات، لكنها وضعت سلسلة مما تسميهم “خطوطاً حمراء”, تهدف بشكل أساسي للحد من تواجد كل من إيران ووكيلها جماعة حزب الله.
وإحدى هذه الخطوط الحمراء هي منع إيران من استغلال تحالفها مع نظام الأسد لإقامة أي قواعد عسكرية دائمة في سورية.
وكان رئيس الوزراء الاسرائيلي نتنياهو قال في مؤتمر ميونخ الأمني: “إيران تواصل محاولة خرق هذه الخطوط الحمراء، واسرائيل لن تسمح للنظام الإيراني بلف حبل الإرهاب حول عنق اسرائيل”.
وكانت الطائرات الاسرائيلية وصواريخ أرض أرض اسرائيلية قد ضربت ما ادعت اسرائيل أنه قاعدة إيرانية في مدينة الكسوة السورية، والتي تبعد عن دمشق ثمانية أميال جنوبا، وأظهرت صور الأقمار الصناعية الملتقطة قبل الضربة منشآت الكسوة وهي حظيرة بيضاء اللون طولها 30 مترا وعرضها 20 مترا.
وقالت مؤسسة إيمجسات الاسرائيلية إن أقمارها الصناعية أظهرت مخزنين مشابهين في منطقة الجبل الشرقي، شمالي دمشق.
وتتبع الحكومة الاسرائيلية عادة سياسة عدم التأكيد أو النفي لغاراتها في سورية، ونادراً ما يتحدث مسؤولوها عن أنشطتهم العسكرية في سورية ضد إيران وحزب الله.
وقلل وزير الدفاع الاسرائيلي افيغدور ليبرمان عن القاعدة الجديدة: “نصغي للأحداث ونتابعها، كما أننا نعمل في الميدان الدولي كي نفعل كل ما هو ممكن”.
وأظهرت الخرائط التي نشرها معهد دراسة الحرب (وهو معهد أمريكي) أن إيران تملك الكثير من التسهيلات العسكرية الطويلة الأجل في كل أنحاء سورية، وتتراوح هذه التسهيلات بين مراكز قيادة ومنشآت تدريبية وقواعد طائرات مسيرة.
وفي الوقت الذي نفذت فيه اسرائيل غارات ضد أهم المنشآت، فقد باتت غير قادرة على وقف تكاثر القواعد الإيرانية.
وفشلت إلى حد بعيد مساعي نتنياهو الدبلوماسية الحثيثة لإقناع بوتين بكبح جماح التمدد الإيراني في سورية.
وقال ميشيل هورويتز كبير المحللين في مركز ليبك للاستشارات الجيوسياسية: “أعتقد أن لدى اسرائيل رؤية واسعة عن كيفية منع إيران من تدعيم وجودها في سورية، فلدى اسرائيل تدابير من شأنها تأخير تثبيت إيران لأوضاعها، لكنها على المستوى الاستراتيجي تحاول التحدث إلى الروس لكن دون فائدة”.
الكاتب: راف سانشيز
صحيفة الديلي تلغراف
رابط المقال الاصلي: