نتيجة الفراغ والتخبط في الثورة السورية وعدم وجود مشروع يلبي الطموح ويرمي لتحقيق أهداف الشعب السوري بعد سبع سنوات عجاف من عمر الثورة، قامت مجموعة من المثقفين والناشطين والوطنين السوريين الأحرار بوضع خطة وبرنامج عمل لتحقيق أهداف الثورة ، وعقد المؤتمر التأسيسي يوم الأربعاء بتاريخ 20/2/2018 و ذلك في مركز اسكندرون في ريف إدلب بمشاركة أعضاء الهيئة العامة للجبهة الوطنية للتغيير، وتهدف الجبهة لإسقاط النظام ومكافحة الفساد وعزل الفاسدين ومحاسبتهم عبر تطبيق الأحكام والأصول القانونية لدعم وترسيخ مبادئ العدالة الانتقالية لتشمل كافة مؤسسات الدولة، وتشكيل جيش وطني وجهاز أمني واحد للأمن العام، وشمول المشاركة السياسية في إدارة شؤون البلاد.
وذكر المستشار القانوني الدكتور محمد نور حميدي الناطق الرسمي للجبهة: تداعت الحاجة لإقامة وتأسيس الجبهة وجرت لقاءات منذ سنة بين هيئاتٍ وكتل سياسية لمحاكمة من تورط بالدم السوري ونعمل لبناء دولة موحدة في الداخل السوري بتمويل ذاتي وسنظل أحرار ولا نخضع لأية إملاءات خارجية.
وجاءت رسالة الجبهة لتكون سورية واحدة مستقلة عادلة لشعب حرٍّ كريمٍ معطاء ضمن برنامجٍ غايته المنشودة تشجيع دور المجتمع المدني في الحياة الوطنية والرقابة بمبدأ فصل السلطات وحرية الصحافة، وبناء جسم رقابي متخصص ومستقل، وفتح القدرات اللازمة لتنمية الموارد البشرية في قطاع التعليم التربوي، والاستفادة من الموارد الوطنية في الخارج. وطالب السيد الدكتور حميدي بدعم إقامة مرجعيات دينية موحدة ضمن مؤسسات شرعية وتخصيص الموارد اللازمة لتعويض المتضررين في الحرب من أرامل وأيتام ومصابين.
وفي لقاء خاص لحبر مع السيد أحمد معتوه عضو الهيئة العامة للجبهة أفاد : تقع على عاتقنا مسؤوليات العمل ونطالب بالتعاون للنهوض والارتقاء لمستوى الثورة السورية العظيمة، ونبحث عن لقاء مع المكونات السياسية والوطنية للتعاون والتنسيق والتوافق لتحقيق أهداف الثورة ، وعن دور العنصر النسائي سألنا السيد معتوه فأجاب : نحن في طور تأسيس المكاتب للجبهة كالمكتب القانوني، والمكتب السياسي، والمكتب الطبي، ومكتب التنمية وإعادة الإعمار، ونخطط لتفعيل دور المرأة وإقامة مكتب نسائي لشراكة المرأة في المجتمع فهي تمثل المجتمع بكافة أشكاله .
و دارَ المؤتمر حول أهمية توسيع إطار المشاركة الفاعلة لشعبنا ومبادئ ديننا الحنيف وأكد أعضاء المؤتمر ضرورة الشجاعة الحقيقية في نفوس السوريين لمواجهة فساد النظام السوري، و أكد مدير المكتب السياسي السيد عبد المنعم عبر السكايب من مدينة غازي عينتاب التركية : نعمل على فتح الملفات المعقدة واستعادة حقوق الشعب ،ويمثل هذا التجمع مصالح العرب والمسلمين في سوريا والوطن العربي وتنشيط مواردنا العربية واستعادة النسيج الوطني السوري لوضع الأجيال القادمة على الطريق الصحيح وتشكيل اختراق حقيقي على الصعيد السياسي.
وفي مشاركة عبر السكايب من رئيس الجبهة السيد عبد الإله ملحم : تحت مؤسسات المجتمع المدني والإعلامي نعلن عن تشكيل الجبهة الوطنية لنصل لمبتغانا كبداية لمشوار لا ينتهي يحفه المستقبل المشرق لنا ولأبنائنا والأجيال القادمة لرخاء اقتصادي واجتماعي وأمني تلبية للمتطلبات في العصر الحديث من تسامح ومحبة كما أمر ديننا الحنيف.
وختم اللقاء السيد المحامي محمد قرنفل أمين سر الجبهة وصرح لحبر: منذ أكثر من سنة في داخل سورية وخارجها تم تأسيس الجبهة وهي عبارة عن جسد ثوري يضم ناشطين وخبراء في التنمية وشتى مجالات الحياة واليوم تم الاجتماع للانطلاقة للنور بتشكيل سياسي واجتماعي وتنموي، ودعا قرنفل جميع السوريين والناشطين للانضمام للجبهة شرط أن يؤمنوا بميثاق الجبهة وهو إسقاط نظام الأسد وبناء مؤسسات الدولة وإقامة العدالة والحرية والكرامة.
حضر المؤتمر عدة شخصيات من أطباء ومثقفين ومحاميين وقانونيين وضمت الجبهة أحزاباً وكتلاً سياسية وطنية بامتياز، وتعمل الجبهة في إطار وطني سوري ذي شخصية اعتبارية يضم رجالاً من الممثلين عن القوى والفعاليات والتشكيلات الثورية العاملة على الأرض ضمن منهجٍ وطني لتحقيق المطالب في الحرية والعدالة تحت دولة المواطنة والدستور.