يتذمر معظم الناس عندما يذهبون إلى بيع ذهبهم القديم أو لاستبداله!
يقول أبو عامر من مدينة بنش: “عندما تريد بيع قطعة ذهب قديمة يخصم التاجر ثمن القفل من القطعة لأن عيار ذهبه 14 وإذا كان القفل كبيرا يسحبون منه الراصور الحديدي لأن وزنه 30 سنتي، وإن كان في الذهب ألماس يزيلونه أيضاً، ثم تزان القطعة بحسب سعر الذهب مع خسارة 300 ل.س في الغرام الواحد ونخسر صياغة القطعة!
لكن عندما نريد أن نشتري قطعة ذهب جديدة، فإنهم يبيعون القفل عيار 14 مع الألماس الزجاجي مع الراصور الحديدي كلهم بوزن الذهب عيار 21 ثم يأخذ منك مبلغا كبيرا مقابل صياغة القطعة التي قد تصل إلى 1700 ل.س للغرام الواحد! وهذا يعتبر غشا واستحكاما، لماذا لا تكون هناك جهة تراقب هذه التجاوزات وتضبط هذه التصرفات؟!”
التقينا قاسم كفا رئيس نقابة الصاغة في إدلب وصاحب محل لبيع الذهب وسألناه عدة أسئلة، فعن إنشاء النقابة وغايتها يقول: “عندما تحررت إدلب أنشأنا نقابة للصيَّاغ، وكانت الغاية منها وضع تسعيرة واحدة عند كل الصياغ، وضبط حالات السرقة بالتعاون مع الجهات الأمنية، وفض أي خلاف بين الزبون والتاجر، أو بين التاجر وتاجر آخر.
منذ فترة ظهر في السوق ذهب مغشوش وهو مطلي بطبقة سميكة من الذهب لكن النقابة كشفت هذا الأمر وعُمم الأمر على جميع الصاغة.”
ما هي عيارات الذهب الرائجة في إدلب؟
“عيار 21 هو العيار الرائج بنسبة 80% ويأتي بعده بنسبة10% عيار 14 و 5% عيار18 و 5% عيار 12 وهذه العيارات الخفيفة تكون بالمعظم على شكل حلق بناتي صغير.”
لماذا يختلف سعر الذهب من محافظة إلى أخرى، وهل يرتبط سعره بالدولار؟
“سعر الذهب يرتبط بسعر الدولار اليومي فيرتفع وينخفض حسب صعود ونزول الدولار والأونصة أيضاً، والتسعيرة تُوضع الساعة 10 وتبدل الساعة 1 وأحياننا تغير التسعيرة مرتين في اليوم.
لا ينطبق قانون العرض والطلب على سعر الذهب في الداخل لأننا نلتزم بالتسعيرة، وعملياً لا يدخل ذهب إلى المناطق المحررة إلا نادراً، لكن عندما تنقص الكمية نشتري الأونصة من تركيا ونحمل عليها قيمة 200 دولار على كل حجرة كأجور جلب وهذا يرفع سعر الذهب.
أغلب الذهب التركي عياره 22 وهو أغلى من الذهب السوري، لكن هناك خطة لجلب ذهب تركي عيار 21 وتبقى المشكلة في إدخاله من تركيا لأنه غير مسموح، وكميات الذهب التركي في إدلب قليلة جداً.”
لماذا ارتفع سعر صياغة الذهب في الفترة الأخيرة؟
“لا يوجد ورشات صياغة في إدلب، ونحن نأتي بالذهب من حلب، وقد ارتفع سعر صياغة الذهب من مناطق النظام، وجلب الذهب من تلك المناطق مكلف وفيه خطورة، وهذه التكلفة تضاف على سعر الصياغة أيضاً، وتبدأ تكلفة صياغة الغرام الواحد من 500 ل.س إلى 1200 ل.س بحسب نوع الذهب إن كان عاديا أو إكسترا أو فيه ذهب أبيض.”
هناك أمور يفعلها تاجر الذهب، يعتبرها الناس غشا، مثل بيع القفل عيار 14 مع الذهب، وبيع الألماس الزجاجي بوزن الذهب، وبيع راصور الحديد بسعر الذهب أيضاً؟
“المستفيد من وزن الألماس هو صاحب ورشة الصياغة؛ لأننا نشتري الذهب موزونا مع الألماس، لكن قد يستفيد التاجر عندما يشتري قطعة قديمة ويخصم وزن الألماس ثم يبيعها من جديد دون نزع الألماس منها، ويستفيد التاجر من رخص صياغة القطعة المحلاة بالألماس، وقد يشتريها من الصائغ دون صياغة، لأن المربح في ورشة الصايغ خرج من فرق وزن الألماس.
أما بالنسبة إلى القفل الصغير عيار 14 الذي يركب على (القلادات) فهذا القفل يحسم عليه 10 سنت تقريباً، ولأن القفل يأتي بحلقة مفتوحة نقوم نحن بلحمه ويكلفنا 600 ل.س ووزنه 25 سنتي فقط.
أما بالنسبة إلى الراصور الحديدي، نحن كتجار نشتريه من الصائغ بنفس وزن الذهب، وهذا متعارف عليه بين التجار والورش، لكن يستفيد التاجر من الراصور عندما يشتري القطعة القديمة دون وزن الراصور ثم يبيعها من جديد مع وزن الراصور”.
لكن لماذا لا تقوم نقابة إدلب للصاغة بالعمل على كسب الثقة بين الزبون والتاجر من خلال ضبط هذه الأمور وإيقاف جشع التجار؟!