لازال تنظيم الدولة في العراق والشام يقدم القرابين التي يريدها أن تثبت أنه أصبح يمتلك دولة ذات قوة على العالم أن يتعامل معها كأمر واقع ويستجيب لطلباتها ، وإلا فإنه سيستمر في تكرار مشاهد الذبح لرعايا الدول التي تحاربه أينما وجدهم .لم يكن كينجي الصحفي الياباني هو أول القرابين ولن يكون آخرهم ، ولكن كان الأشد أثراً في وجدان السوريين إذ أنه عايشهم لفترة طويلة ، ينقل الأحداث ويقدم لهم المساعدة ، وقد نصحه الكثيرون بعدم الذهاب لمناطق سيطرة تنظيم الدولة ، ولكن شعوره بالمسؤولية لنقل كل ما يحدث للعالم جعله يصرُّ على متابعة دوره آملاً أن يحترم أفراد التنظيم مواثيقهم معه .كينجي قدم نفسه على المذبح السوري ليعلم العالم أي قسوة أصبح يعاني منها السوريين، بين وحشيته النظام التي لاحدود لها متضمنة جميع أساليب القتل البشعة، وسكاكين البغدادي التي تصدر الرعب إلى العالم ، لتبقى الجريمة واحدة أينما وقعت، لا فرق إلا في أدواتها التي تتشابه كثيراً بعيداً عن عدسات التصوير، يشجعها صمت العالم في وجه المجرم الأكبر الذي كان استمراره منذ اربع سنوات سبباً لوجود جميع أشكال الأجرام على الأرض السورية .كينجي غوتو .. وغيره ممن ينتظرون دورهم على المذبح السوري يقتلون بصمت وبدم بارد من قبل عالم مشبع بالجريمة بشرقه وغربه ، لا يملك إلا أن يندد ويستنكر ، ليستمر السكوت عن إجرام النظام الذي يعلم السوريين والعالم جيداً أنه وراء كل جريمة على أرض هذا الوطن . المدير العام / أحمد وديع العبسي