تعد مادة ” الغاز ” من أهم المواد الضرورية في معظم أعمال المنزل حيث تستخدم في طبخ الطعام بدل استخدام النار التي كانت تستخدم في السابق، ومع اشتداد الأزمة السورية وخصوصاً في منطقة ريف حماة الغربي عمد بعض الأهالي منطلقين من مبدأ ” الحاجة أم الاختراع ” إلى ابتكار طرق بدائية جديدة للحصول على هذه المادة بعد ارتفاع سعرها بشكل كبير، حيث وصل سعر الأسطوانة الواحدة إلى ما يقارب 13 ألف ليرة سورية، وتم الوصول إلى طريقة لاستخراج الغاز بطريقة علمية وذلك عن طريق “روث الحيوانات” مع الماء
“عمار المصري” صاحب هذه الفكرة تحدث في لقائنا معه عن بداية هذه الفكرة، وعن طريقة الحصول على الغاز ومراحل العمل، حيث قال : في الخطوة الأولى يتعين حفر بئر عميق في الأرض، ويجب أن يكون محكم الإغلاق بشكل جيد ولا يسمح للهواء بالدخول، ومن ثم وضع روث الحيوانات بداخله، ومن ثم إضافة كمية من الماء، ولاستخراج الغاز يجب تمديد ” خرطوم ” من داخل البئر إلى المطبخ، حيث يوصل الخرطوم بفرن الغاز، ولضمان استمرارية عمل البئر وإنتاجه لمادة الغاز، فإنه يتوجب ضخ كمية من الماء و روث الحيوانات كل فترة بحيث يستمر التفاعل الكيميائي بداخله.”
وأضاف المصري: “وفي حال تم نشر هذه الطريقة واستخدامها بشكل أوسع، فإنها ستساهم بشكل كبير في توفير الكثير من المال على المدنيين في المناطق المحررة خصوصا مع الارتفاع الكبير لسعر أسطوانة الغاز في الفترة الأخيرة، كما أنني أنصح بحفر بئر واسع وضخ كمية كبيرة من الماء وروث الحيوانات حتى يكون الإنتاج لمادة الغاز لفترة أطول داخل البئر.”
“أم علاء” أحد المستفيدين من هذه الفكرة وخلال لقائنا معها قالت: “لم يعد في مقدور معظم سكان ريف حماة تحمل أعباء شراء أسطوانة الغاز بعد غلاء سعرها بشكل كبير، وتأتي هذه الفكرة بمثابة بديل جيد، حيث تعتبر أقل تكلفة وتوفر لنا الغاز بشكل دائم ودون انقطاع.”
وبشكل عام تتزايد حاجة المدنيين في المناطق المحررة للحصول على مادة الغاز في كل عام في فصل الشتاء حيث يتكرر بشكل يومي الانقطاع في التيار الكهربائي، بالتالي لا يمكن استخدام أدوات الطبخ التي تعمل على الكهرباء
هذا وفي الفترة الأخيرة تداول ناشطون عبر مواقع التواصل الاجتماعي تسجيلا صوتيا للقيادي في هيئة تحرير الشام “أبو السعد عبيد السوري” يظهر التسجيل بشكل واضح أن المناطق الواقعة في ريف حماة الغربي لن تصلها مادة الغاز التي وزعتها شركة “وتد” التابعة للهيئة في مناطق سيطرتها، وسبب عدم توزيع مادة الغاز في ريف حماة الغربي يعود لسيطرة جبهة تحرير سورية على المنطقة جراء الاقتتال الأخير بينها وبين هيئة تحرير الشام، ما جعل أزمة مادة الغاز في ريف حماة الغربي تزاد..