بقلم : رئيس التحرير” اقترف الصليبيون من الجرائم ما لا يصدر عن غير المجانين، وكان من ضروب اللهو عندهم تقطيع الأطفال إرْبًا إرْبًا وشيِّهم ” غوستاف لوبونتُعَدُّ العداوة بين فريق الحق وفريق الباطل الوقودَ الذي يحرك الصراع ويؤججه، لكي تترجم في نهاية المطاف إلى أفعال تعبر عن عقائد الطرفين وطبيعة تفكيرهما، فالنزاع أو الاقتتال نتيجة طبيعية، وسنة الله في أرضه لن تجد لها تحويلا أو تبديلا.وهذا يستدعي منا اليقظة الدائمة لنقرأ الأحداث القديمة والجديدة قراءة صحيحة، وأن ندرس عدونا دراسة جيدة، وأن نتعرف إلى الأفكار التي تحركه وإلى المرجعيات التي ينتمي إليها ويصحب لها وإلى تاريخه الذي يفتخر به.ويبدو أننا في حروبنا الخاسرة وُضِعَ أعداؤنا في المكان الخطأ، فقُدموا بصورة ليست هي صورتهم، وبلباسٍ ليس هو لباسهم، فمن يدّعون نصرة الأمة والدفاع عنها ما زالوا يحاولون تجميل العدو بمساحيق ألسنتهم، ليظهر أمام شعوبهم طفلا وديعًا وحمامة بيضاء تنشر المحبة وتوزع القبل على بني الإنسان، أرادوا أن يقصوا أظافر مصاصي الدماء وأن يسرحوا شعورهم ليظهروا في مجلس أمنهم متحضرين متسامحين، وهذا كله راجع إلى سوء فهم طبيعة الصراع وقصر النظر وعدم قراءة التاريخ والواقع، ألا ترون أن الشوكة المغطاة بالدماء تبدو للعميان وردة حمراء في يد الغرب وشيعته ؟!لقد كثرت محاولات تبرير أفعال العدو والدفاع عنه وتبرئته من التهم الموجهة إليه تحت غطاء الفعل وردة الفعل والضرورات التي لا بد منها ومرحلة الضعف التي كتب الله علينا أن نعيشها ، حتى صرنا نستمع إلى ( نتن ياهو ) وهو يطالب المسلمين من باريس بالإسلام المعتدل الذي يحافظ على القيم الأخلاقية، وحتى بات عبد الفتاح السيسي مجدد القرن الواحد والعشرين المنتخب من الشعب المصري رحمة للمسلمين!لا بد أن نعترف أن الاستكانة هي التي صنعت ازدواجية الغرب والعين الواحدة التي ترى بها الأمم المتحدة ويرى بها الغرب، ولهذا تقوم الدنيا ولا تقعد وتبكي على قاتل قتل هنا وتنتحب على مجرم قتل هناك، ثم تعقد الاجتماعات وتعقد التحالفات وتشن الحروب، في حين أن بشار الأسد يستعبد الشام ويقتل أهلها ويحرق أطفالها، والعالم يتابعه ويجري المقابلات الصحفية مع جنابه ويصفق له.إن الاستسلام هو الذي يسمح للإرهاب الغربي أن يهين المسلمين، هو الذي يسمح للإرهاب الصيني الشيوعي أن يحرق النساء لأنهن يتمسكن بدينهن ويرفضن خلع حجابهن، وهو الذي يعطي الضوء الأخضر لفرنسة كي تعلن الحرب على الحجاب وعلى المواطنات المسلمات، هو الذي يجعل الإسلام دينًا متهمًا من قبل دعاة التحضر، ففي البوسنة والهرسك قام الأعداء بمجازر مروعة، وقد غرقت سراييفو يومها بدمائها ودماء العذراوات من فتياتها، فلم يحرك مجلس الأمن ساكنًا، ذلك أن سكان سراييفو مسلمون ينتمون إلى أمة مستسلمة، وإلى هذا يشير ريتشارد نيكسون بقوله: ” إن العالم لم يهب لنجدة سراييفو لأن غالبية سكانها مسلمون “فلا تستغربوا أيها القراء إن رأيتم بعد اليوم غرابًا يتباهى بلونه الزاهي أو رأيتم بومة تتغنى بصوتها الشجي ..