من كتاب إلى أبنائي وبناتي 50 شمعة للدكتور عبد الكريم بكارلا يخفى على أحد ما تحقق للناس من تمدن وتحضر واستقرار وتعليم ورفاهية، مما يستوجب الحمد لله والثناء عليه، لكن من المهم ألا ننسى أن لدينا شواهد كثيرة على أن) التوحش( وما يصحبه من ظلم وبغي وجفاء، أشبه بالفيروس الكامن والذي في إمكانه أن يظهر ويثور في أي وقت، وهذا يتطلب ألا نتيح له فرصة الظهور كي نحمي مجتمعاتنا من الانحطاط والعدوان. إن الله تعالى وجهنا إلى شيء عظيم يرسخ فضيلة الاحترام حيث قال :وَقُولُواْ لِلنَّاسِ حُسْناً.كلما درج الناس في سلم الحضارة توقعوا من بعضهم احتراماً أكبر، ولهذا فإن علينا جميعاً أن نكون دقيقين في تعبيراتنا وتصرفاتنا حتى لا يؤذي بعضنا بعضاً من غير قصد. القاعدة الذهبية في هذا هي أن نخاطب الناس بالأسلوب الذي نحب أن يخاطبونا به ، ولو أننا عملنا بهذه القاعدة لتخلصنا من كثير من مشكلاتنا الاجتماعية.إلقاء السلام على من نلقاه في طريقنا والتبسم في وجهه وسؤاله عن حاله، والاعتذار إليه عند الخطأ والمسارعة إلى مساعدته في ساعة ضيق أو كرب، كل ذلك من الأمور التي تعبر عن الاحترام والاهتمام .احذروا من التكبر على الآخرين وإهمالهم والاستخفاف بهم. نحن جمعياً في حاجة إلى أن ننمي في نفوسنا مشاعر الاستحياء من الذات؛ لأننا حينئذ سنقوم باحترام الناس وتقديرهم.ماذا يعني هذا بالنسبة إلى أبنائي وبناتي ؟ إنها يعني الآتي :1- من أراد منكم أن يكون محترمًا جدًا، فليعامل الناس على أساس قيم واحدة؛ لأن الشخص المهذب اللطيف الكريم لا يستطيع أن يتلون في سلوكه.2- – احترام الناس يعني فيما يعنيه احترام اجتهاداتهم واختياراتهم وأذواقهم ما دام ذلك في إطار المباح والمشروع .3- حاولوا دائماً اختيار الكلمات والجمل المعبرة عن أصالتكم وترفعكم عن الدنايا واهجروا الألفاظ السوقية التي يستخدمها الأشخاص غير المحترمين .4- اعملوا دائماً على ألا تكونوا مصدر إزعاج لأحد وألا تفاجئوا أحدًا بمكروه ، وتعلموا التأنق في التصرف وطالعوا شيئاً من الكتب المؤلفة في ذلك .