إعداد : ضرار الخضر |
استحوذت سورية على اهتمام الصحافة الغربية وخصوصا الأمريكية والبريطانية والفرنسية، وذلك بعد الجريمة الجديدة التي ارتكبها النظام المجرم بضرب المدنيين العُزَّل بالغازات السامة في مدينة دوما المحاصرة.
وفي البداية بدأت الصحافة بنقل إدانات المسؤولين والسياسيين لهذه الجريمة، فكتبت الغارديان: “تيريزا ماي تدين الهجوم البربري على المدنيين“، كما نشرت التايمز تقريرا مفصلا عن الجرائم الكبرى التي ارتكبها النظام بحق الشعب السوري خلال الثورة واستخدامه السلاح الكيميائي مراراً بعنوان: “المقبرة السورية“.
وبعدها نقلت وعِيد الرئيس الأمريكي دونالد ترمب وتحليله؛ فكتبت الغارديان بعنوان: “ترمب يقول: إن القرار وشيك وروسيا تحذّر من عواقب وخيمة“، كما كتبت التايمز: “دونالد ترمب بتعهد بالعمل وماي تقول: إن الأسد يجب أن يدفع ثمن هجوم دوما الكيماوي“، ونشرت التايمز مقالا تتحدث فيه عن غرور الأسد واختياره تجاوز الخطوط الحمراء التي حدتها الولايات المتحدة مرة بعد مرة: “يبدو أن حسابات الأسد قائمة على النكاية“.
وشددت الصحافة البريطانية على ضرورة مشاركة بريطانيا في أي عمل عسكري ضد نظام الأسد؛ فنشرت التايمز: “تيريزا ماي تحت الضغط للمشاركة في الضربات الجوية ضد الأسد” حيث قالت الصحيفة: إن معظم الوزراء ونواب مجلس العموم البريطاني يحثون رئيسة وزرائهم على المشاركة في أي عمل عسكري ضد نظام الأسد, كما كتبت ذات الصحيفة: “بريطانيا لا يجب أن تقف متفرجة على العمل العقابي ضد نظام الأسد“، ونقلت الإندبندنت حديث توني بلير الذي حذّر من عواقب عدم معاقبة نظام بشار الأسد على جريمته الجديدة: “توني بلير يقول: إن بريطانيا يجب أن تشن عملا عسكريا في سورية لأن عدم التدخل له عواقب“.
ثم ننتقل الى التحليلات التي تتناول الضربة العسكرية ومدى مشاركة أطراف أخرى غير أمريكية؛ فنشرت التايمز: “الغرب يجب أن يقرر الى أي حد هو يبالي بسورية“، كما نشرت مقالا مطولا عن خيارات المشاركة البريطانية في الضربة المرتقبة: “بماذا ستشارك بريطانيا“، وتحدثت الدايلي تلغراف عن أهمية الضربة بالنسبة إلى بقاء رئيسة الوزراء البريطانية في منصبها حيث تعد هذه الأزمة اختبارا حاسما لقوة سياساتها: “خيارات تيريزا ماي في سورية قد تحدد إن كانت ستبقى في منصبها“، كما نقلت الصحيفة حديث توني بلير رئيس الوزراء السابق قال فيه: إن ماي لا تحتاج إذنا من مجلس العموم البريطاني في إشارة الى التصويت الذي أجراه المجلس بعد الضربة الكيميائية على الغوطة عام 2013 ورفض فيه مشاركة بريطانيا على ضربة من هذا النوع: “توني بلير يقول: إن تيريزا ماي لا تحتاج موافقة البرلمان لشن ضربات جوية على نظام الأسد“.
وتحدثت الغارديان عن أول حدث سياسي مهم يواجه وزير الخارجية الأمريكي الجديد جون بولتون: “سورية هي أول اختبار لجون بولتون كمستشار للرئيس للأمن القومي“، وعن الموضوع نفسه كتبت التايمز عن بولتون المحسوب على الصقور في إدارة ترمب: “الرئيس الصاعد قد يبدأ بنشر أجنحة الصقر الجديد جون بولتون“.
وعن عواقب الضربة المحتملة كتبت الإندبندنت: “ماذا سيحدث في سورية هل ستنزلق بريطانيا لحرب عالمية ثالثة؟” محذّرة من أن الوضع المشحون للغاية في سورية ينذر بحرب عالمية جديدة قد تبدأ باشتباكات للقوات المنتشرة في سورية من كل الأطراف، كما شبّهت الصحيفة الضربة المرتقبة بالضربة التي قام بها الرئيس الامريكي السابق على العراق ليخفف من حدة الانتقادات الموجهة إليه على خلفية فضيحة مونيكا لوينسكي عام 1998: “دونالد ترمب على وشك تكرار ما فعله بيل كلنتون، أي تنفيذ عمل خطير في الخارج لتخفيف الضغوط الهائلة في الداخل“، كما كتبت عن النتائج المباشرة للتهديدات الامريكية بارتفاع أسعار النفط: “أسعار النفط ترتفع مع تعهد ترمب برد قوي على الهجوم في سورية ومخاوف من حرب تجارية بين الصين والولايات المتحدة“، كما استبعدت الاندبندنت توسع الدور الامريكي في سورية ليشمل دخول أراض جديدة بعد الضربة المحتملة: “الضربة العسكرية على الاسد لاستخدامه السلاح الكيميائي من المستبعد أن تتوسع لتشمل أهدافا أخرى في سورية“.
وفي موضوع آخر اهتمت الصحافة البريطانية على وجه الخصوص بما فضحه أحد المنشقين حديثا عن النظام عن جريمة اغتيال الصحفية البريطانية ماري كوليفن في بابا عمرو عام 2012: “الحكومة السورية احتفلت بعد استهداف وقتل الصحفية ماري كولفين، يقول أحد المنشقين عن نظام الأسد“.
وتحدثت الغارديان عن الغضب الروسي غير المعتاد من استهداف إسرائيل لمطار التيفور العسكري رغم أنها التزمت الصمت حيال عشرات الغارات المماثلة سابقا: “إسرائيل استهدفت سورية مرات لا حصر لها فما هو الجديد في الروسي“.
تُعد صحيفة حبر تقرير الرصد الاسبوعي لأهم ماورد في الصحافة الغربية حول القضايا التي تهم الشارع العربي عموماً والسوري بشكل خاص . يصدر كل ثلاثاء بشكل مكتوب ويُعرض على منصات حبر كفيديو ظهر الأربعاء، تم إصدار التقرير الأول 19-12-2017