الوضع في سورية يشغل الصحافة البريطانية، ولا تخلو صحيفة من تحليل أو تقرير أو افتتاحية عن الوضع.
تتحدّث صحيفة الغارديان البريطانية عن ضحايا الهجوم الكيماوي في دوما بمقال بعنوان: “خبراء غاز الأعصاب يتسابقون لتهريب الجثث من دوما”، ويقول المقال: “إن الأطباء الموجودين في دوما رغم تعاملهم مع حالات سابقة من استخدام السلاح الكيماوي إلا أنهم تعاملوا مع حالات رأوها للمرة الأولى، فقد قُصِفَت الغوطة بغاز السارين كما قصفت مرارا وتكرارا بالكلور والأطباء يعرفون أعراض الإصابة به، لكن ما قتل الناس في دوما هو شيء آخر لا يعرفه الأطباء ولا يعلمون كيف يعالجونه، ويرجح الخبراء وفقا للأعراض التي جمعوها من شهادات الناجين ومن الفيديوهات أن يكون الغاز المستخدم هو غاز الأعصاب.”
وتم إنشاء مركز تقني طبي في الأردن لفحص جثث القتلى والناجين ممن تعرضوا للغازات لتحديد نوع الغاز المستخدم، إذ يمكن للتقنيات الامريكية معرفة نوع الغاز من خلال فحص الدم والبول.
وتجري الآن محاولات حثيثة لإيصال أكبر عدد ممكن من جثث القتلى إلى الأردن من خلال التهريب.
وتخاطب صحيفة التايمز الرئيس الأمريكي في افتتاحيتها وتطالبه باستخدام العقل الراجح، لا موقع تويتر، فيما يتعلق بسورية.
“خلال الحرب الباردة كان أقصى مخاوف القوتين العظميين أن تتطور حرب بالوكالة إلى مواجهة نووية، وفي عام 2018 العالم ليس مقسوما إلى معسكرين، لكنه ليس أكثر أمنا”، هكذا تستهل الصحيفة افتتاحيتها.
وترى الصحيفة أن الولايات المتحدة وروسيا تقودهما شخصيتان هشتان، وكلاهما لديه هموم داخلية تجعله يفكر في صرف الأنظار عنها بافتعال شأن خارجي.
وتقول الصحيفة: إن انتهاكات بشار الأسد يجب ألا تمر دون عقوبة، لأن ذلك لو حصل فستتكرر الانتهاكات، على أيدي الأسد وآخرين غيره، ولذلك فقد اتخذت رئيسة الوزراء البريطانية قرارا صائبا بأن وعدت بدعم بريطاني لأي عمل عسكري مشترك.
ويسود اعتقاد بأن الضربة قادمة، لكن يجب عدم التسرع بها، بحسب الصحيفة.
والأهم من ذلك، يجب ألا تكون الضربة بديلا عن المحادثات الرامية إلى عدم السماح للنزاع السوري أن يبتلع المنطقة ويدمِّر العلاقات بين الولايات المتحدة وروسيا.
وتوجه الصحيفة انتقادات لترامب بسبب أسلوبه في إدارة الأزمة من خلال تغريدات تبدو صياغتها هشة، لا تساعد على رسم صورة لرئيس دولة عظمى، قوي، جدير بأن يحسب له حساب.
وتقول الصحيفة: ” إن تغريدته الأخيرة قد يكون لها وقع جيد في أوهايو، أما في موسكو فإنها سوف تنال السخرية والتسخيف”.
في مقال يحمل عنوان: “وداع أمريكا طويل الأمد للشرق الأوسط” كتب إدوارد لوك أن ترامب ليس سببا بانحسار الدور الأمريكي في الشرق الأوسط، بل أحد مظاهر الإرهاق الأمريكي.
ويلقي كاتب المقال الضوء على أسباب الإرهاق الأمريكي، فيشير إلى فشل خطة كلينتون للسلام في الشرق الأوسط، وأحداث سبتمبر/ أيلول وما أعقبها من اجتياح الولايات المتحدة للعراق، الذي يرى كاتب المقال أنه ساهم في خلق تنظيم الدولة الإسلامية.
وحين لم تتخذ الولايات المتحدة إجراء حاسما ضد الرئيس بشار الأسد عام 2013 حين استخدم السلاح الكيماوي للمرة الأولى فإن ذلك شجع روسيا على ملء الفراغ.
ويرى الكاتب أن ترامب يريد أن يمحو كل أثر لأوباما، لذلك فهو يتخبط ويضع الولايات المتحدة في حيرة من أمرها فيما يتعلق بالدور الذي يترتب عليه لعبه في الشرق الأوسط.