بقلم : أسامة الخضريؤسفني القول إنَّ الأمر أصبح أشبه بوطن داخل وطن. فبعيدا عن استغلال أصحاب أراضي المخيمات باستثمارها وبيعها لأصحاب المشاريع الخيرية، واستغلال تجَّار المخيمات لحاجة النازحين، وفي ظلِّ أشكال الاستغلال التي يتعرض لها النازح هل بات من المفروض عليه أن يستوطن في مخيم نزوحه؟خلال أربعة أعوام قاسى فيها النازحون تبدلات المناخ كافة لم يجدوا من يقدم لهم المساعدة الحقيقية، وهم يتمسكون بالعودة إلى ديارهم لبنائها من جديد، لكن ما من أحد يبني لهم وطنا حيث حطَّت بهم رياح التغيير، أو يعيدهم إلى ديارهم، فقد سدُّوا عليهم نوافذ النور، أغلقوا بوجوههم منافذ الحياة، هل سنفعل بهم كما فعل النظام بالنازحين الفلسطينيين حيث وضعهم في مخيمات وعزلهم عن العالم الخارجي؟ كيف سيواجه النازح برودة الشتاء وحرارة الصيف وهو المتأرجح بين الرجوع البعيد المدى، والاستقرار المحظور بالخطوط الحمراء؟ يقول قائل: ألم يتمكن هذا النازح خلال السنوات الثلاث من تأمين بضعة أحجار ليبني بها غرفة تقيه برد الشتاء وتستره حرارة الصيف؟ ويقول آخر: لماذا لا يقوم الائتلاف بتوطين هؤلاء النازحين حيث رَمتْ بهم المقادير وحطت بهم الرحال، أليسوا مواطنيه الذي يتحدث باسمهم؟ أليسوا أصحاب الفضل في وصولهم إلى غرف الفنادق تلك وتمتعهم بخيرات الثورة؟ ألم يقصِّرِ المجتمع الثوري بحق النازحين، أم أنَّهم لم يمصُّوا دماءهم بشكلٍ كامل؟ وهل بقي في وجوهنا قطرة دم من حياء لنقول إن ثورتنا ثورة كرامة؟ قد لا نتمكن من مساعدة النازحين خارج أراضينا، لكن ماذا فعلنا لمن نزحوا داخل وطنهم؟ لقد رفعنا عليهم أجرة المنزل الذي كنَّا نستعمله حظائر لحيواناتنا، وزدنا شعورهم بالغربة، مزقناهم وجعلنا منهم سلعًا نبيع بها ونشتري.إن كنتم لا تستطيعون إيثارهم على أنفسكم، فابنوا لهم شبه بيوت يأووا إليها ويستروا عوراتهم، وإلَّا فارجعوا عن ثورتكم، فإنَّكم لستم أهلا لها..