إعداد : ضرار الخضر |
الوضع المتفجر في سورية بتعقيداته الدولية يشغل الصحافة البريطانية ويمدها بمصادر للكثير من المواد الصحفية.
تحدّثت صحيفة الفورين بوليسي عن تأثير وسائل التواصل الاجتماعي على الضربة التي وجهها ترامب لنظام الاسد، وقالت الصحيفة: “إن الأدلة التي ساقتها المخابرات الأمريكية والفرنسية للضربة تعتمد إلى درجة غير مسبوقة على المعلومات المستقاة من وسائل التواصل الاجتماعي.”
ونقلت الصحيفة عن أحد الخبراء في مجال التضليل الإعلامي قوله: “إنها المرة الأولى التي تستخدم فيها صور لتبرير ضربة عسكرية بهذه السرعة”.
ويشكّل هذا تحولا في السياسية الأمريكية، فقد أصرَّ الرئيس السابق أوباما على امتلاك أدلة ملموسة من مسرح الجريمة مع الحراسة في الحالات المماثلة السابقة، لكن الوصول الى ساحات المعارك بات أكثر صعوبة بكثير مع تصعيد النظام وحلفائه في حملتهم العسكرية على الأرض.
وتقول الصحيفة: “إن معظم الأدلة التي اعتمدت عليها إدارة ترامب جاءت من وسائل الإعلام الاجتماعية والتقارير الصحفية والمنظمات المحلية والدولية، بما في ذلك منظمة الصحة العالمية ومنظمة محلية غير حكومية، حيث اكتشف موظفو هذه المنظمة طائرات مي 8 تدور فوق دوما أثناء الهجوم.”
وبينما حصل الخبراء في حالة هجوم خان شيخون على عينات من التربة تحوي عامل الأعصاب السارين، فقد قام خبراء فرنسيون هذه المرة بتحليل الصور ومقاطع الفيديو وتوصلوا إلى أنها حديثة وليست ملفقة.
وأضافت الصحيفة: إن روسيا تشنُّ حملة محمومة على وسائل التواصل الاجتماعي لتثبت إن كل ما جرى كان ملفقاً، كما أنها يمكن ببساطة أن تزيل الأدلة من مسرح العملية في دوما، وستجد الاغبياء الذين سيصدقونها.
https://foreignpolicy.com/2018/04/17/how-social-media-built-the-case-for-trumps-strike-on-syria/
وفي صحيفة التايمز نطالع مقالا كتبه روجر بويز بعنوان “إسرائيل وإيران على شفا المواجهة في سورية”.
وهناك تقرير أكثر تفصيلا حول الموضوع نفسه في الصحيفة يحمل العنوان “إسرائيل تحذر إيران: نحن جاهزون لضربكم في سورية”.
“لقد شببتُ بانتظار اندلاع حرب عالمية. منذ خريف عام 1962 وحتى ربيع عام 2018. لكني الآن واثق أن الحرب في طريقها إلينا”، هكذا يستهل الكاتب مقاله. ويرى بويز أن الوضع الآن يتجه نحو المواجهة بعد حرب غير مكشوفة.
“حيث كانت إيران في السابق تخوض حروبا بالوكالة ضد إسرائيل، من خلال تدريب وتمويل جماعة حزب الله اللبنانية وحركة حماس الفلسطينية، لكن وبعد أن أرسلت طائرة دون طيار محملة بالمتفجرات باتجاه إسرائيل، تغيرت المعادلة.” بحسب الكاتب.
قبل العملية العسكرية التي شاركت فيها الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا شنت طائرات إسرائيلية غارات على قاعدة للطائرات الإيرانية المسيرة في سورية.
كانت هناك إشاعات في الأيام الماضية عن غارات إسرائيلية إضافية على أهداف جديدة، وعن انفجارات غامضة.
وكانت هناك إشارات في الإعلام الحكومي السوري عن احتمال توجه الجيش نحو عمليات الحرب الإلكترونية.
ويرى الكاتب أن مما يجعل احتمال نشوب الحرب أمرا شبه مؤكد هو بدء الحرس الثوري الإيراني في الفترة الأخيرة ببناء عدد أكبر من المعسكرات في سورية.
ويدين المقاتلون الإيرانيون في سورية بالولاء لآية الله علي خامنئي لا للرئيس السوري بشار الأسد.
وإيران تملك الآن نفوذا في أربع عواصم: دمشق، وبيروت، وبغداد، وصنعاء.
ويرى كاتب المقال أن روسيا هي القادرة على نزع الفتيل، على أساس أن الحرب ين إيران وإسرائيل لا بد أن تمتد إليها لا محالة.
ويعول الكاتب على ذلك، حيث يرى أن روسيا لا تحب أن تكون منبوذة على حلبة السياسة الدولية.
https://www.thetimes.co.uk/article/israel-and-iran-face-a-showdown-in-syria-r3qpvgfl7
وفي صحيفة الغارديان مقال كتبه حايد حايد بعنوان: “لم تكن الغارات الجوية في صالح الشعب السوري”.
يقول الكاتب: “خلال الجدل الدائر حول استخدام الأسلحة الكيماوية تساءل أحدهم على موقع التواصل الاجتماعي “تويتر”: ما هو الغائب في هذا الجدل؟ فأجابه ناشط سوري: السوريون”.
يرى كاتب المقال أن الغرب معنيٌ طوال الوقت بالحيلولة دون وقوع هجمات كيماوية جديدة، بينما لم يستمع أحد إلى ما يريده المدنيون الذين استهدفهم نظام الأسد وداعموه.
قد يتحقق هذا الهدف لفترة وجيزة كما حدث في الماضي، لكن من المشكوك فيه أن تؤدي هذه الغارات إلى منع استخدام الأسلحة الكيماوية بشكل قطعي.
ولم تقض الغارات على إمكانيات النظام لإنتاج أسلحة كيماوية، بحسب الكاتب، الذي يرى أن الطريقة الوحيدة لمنع تكرار استخدام هذه الأسلحة هي تحديد الإجراءات التي تتخذ في حال تكررت تلك الهجمات.
لقد كان سقف العقوبات منخفضا حتى الآن، وهو ما أتاح للنظام إنتاج أسلحة كيماوية من جديد.
https://www.theguardian.com/commentisfree/2018/apr/17/strikes-syrians-military-action
وفي مقال آخر نشرته الغارديان بعنوان: “الكوادر الطبية تعرّضوا لترهيب هائل بعد هجوم دوما”، حيث تؤكد الصحيفة أن السلطات السورية طلبت الكوادر الطبية الذين عالجوا ضحايا الهجوم الكيماوي التزام الصمت.
وقال الدكتور غانم طيارة رئيس اتحاد الاطباء في منظمة UOSSM: “إن الأطباء الذين عالجوا المصابين بعد الهجوم الكيماوي هُددوا بأن عائلاتهم ستكون بخطر إن هم أدلوا بشهاداتهم.”
ويضيف الدكتور غانم المقيم في بيرمنغهام الذي يعمل حاليا في تركيا: “إن السلطات السورية عملت كل ما بوسعها للوصول للكوادر الطبية التي بقيت في الغوطة وفتشت هواتفهم ومحادثاتهم على الوتس وهددتهم بشدة من تقديم أي عينات طبية أو شهادات عن ضحايا الهجوم الكيماوي، كما أخفت كل من بقي من المصابين.”
وقالت الصحيفة: “إن منظمة منع انتشار السلاح الكيماوي تسابق الزمن لجمع الأدلة من مسرح الجريمة، فقد هرعت القوات الروسية والسورية إلى المكان منذ يوم الثلاثاء الماضي، وعملت كل ما بوسعها لطمس آثار الغازات السامة، رغم أن الخبير الكيماوي سميث يرجح أن تبقى آثار غاز الأعصاب لمدة أسبوع على الأقل حتى بعد المحاولات لتنظيفها.”
ونقلت الصحيفة شهادات متعددة عن أطباء خرجوا من الغوطة تحدثوا عما جرى فيها، كما تحدثوا عن الكوادر الطبية التي بقيت في دوما وأُجبِروا على نفي الضربة الكيماوية تحت التهديد.
https://www.theguardian.com/world/2018/apr/17/syria-crisis-medics-intimidated-over-douma-gas-attack
تُعد صحيفة حبر تقرير الرصد الاسبوعي لأهم ماورد في الصحافة الغربية حول القضايا التي تهم الشارع العربي عموماً والسوري بشكل خاص . يصدر كل ثلاثاء بشكل مكتوب ويُعرض على منصات حبر كفيديو ظهر الأربعاء، تم إصدار التقرير الأول 19-12-2017