تسيطر حالة الاضطراب وعدم الاستقرار على الدوري السوري الممتاز الذي يديره الاتحاد السوري التابع للنظام السوري لا سيما بعد أن شهدت المباريات الأخيرة صراعات بين اللاعبين والجماهير الذين تعدُّوا في بعض المباريات على الحكم.
غياب التنظيم وسوء الملاعب والاستقالات المتكررة أهم المشكلات التي تؤدي إلى تراجع الرياضة السورية في مناطق النظام وسط عدم تنظيم الملاعب وحركة الجماهير وهتافاتهم.
فقد شهدت مباراة الوحدة والاتحاد التي جرت على ملعب رعاية الشباب في حلب وانتهت بفوز الاتحاد على الوحدة بهدفين مقابل لا شيء هتافات عنصرية من 20 ألف مشجع حضروا المباراة، كما قاموا برمي البرتقال على لاعبي الوحدة وإطلاق المفرقعات، وبعد التهاون الذي ظهر في المباريات من الاتحاد السوري لكرة القدم تشجَّع هذه المرة ليصدر عقوبات على نادي الاتحاد تلخصت بغرامة 200 ألف ليرة سورية مع حرمانه من جمهوره في مباراة واحدة وتوقيف عدد من اللاعبين ومدرب الحراس للنادي ومدير نادي الاتحاد وائل عقيل عن مرافقة فريقه مباراة واحدة وذلك لاستبعاده من قبل حكم المباراة نتيجة دفعه لمدرب نادي الوحدة.
وأصدر الاتحاد الرياضي قراراً بإيقاف مساعد مدرب نادي الكرامة حسان عباس عن مرافقة فريقه مباراةً رسمية واحدة لاستبعاده من قبل حكم المباراة بعد اعتراضه على قراراته بالدقيقة الثانية من الوقت بدل الضائع قبل نهاية المباراة.
إن ما يجري في الملاعب السورية يزيد من تلك الحالة النفسية التي سيطرت على الشعب السوري طوال سنوات الحرب، وتحتاج الرياضة إلى اهتمام أكثر من الاتحاد الرياضي الذي يصبُّ كل اهتماماته وإمكانياته على دعم المنتخب الأول فقط دون النظر إلى احتياجات الدوري السوري الذي تحولت ملاعبه العشبية إلى ملاعب ترابية سيئة، ويعود اهتمام الاتحاد الرياضي السوري بالمنتخب الأول بغية لفت الرأي العام وجذب المجتمع السوري إلى الإنجازات الرياضية الوطنية التي ما فتئ الاتحاد الرياضي يربطها ربطاً مباشراً بالأسد، وكيف لا وهو الراعي الأول للرياضة والرياضيين لا سيما بعد قتله لعدد من لاعبي الدوري السوري الممتاز!
هذه المشكلات تنعكس سلباً على بنية المجتمع السوري الذي تتعدد مكوناته لكنه يجد صعوبة في التواصل والترابط ويزيد من ذلك سياسة النظام التي تحاول ترسيخ مظاهر العنف في أكثر مظاهر الحياة أمناً وسلامة كالرياضة.
ويرى البعض أن ما يجري في الملاعب السورية هو بسبب تفلت الحالة الأمنية في مناطق سيطرة النظام خاصةً بعد استلام الميليشيات زمام الأمن في مناطقه، مما ينعكس على الشعب السوري ويزيد التفكك والشقاق بين المواطنين داخل المجتمع، ولابد من جميع الوسائل الإعلامية داخل وخارج مناطق سيطرة النظام أن تحاول بثَّ الوعي المجتمعي وترسيخ قيم التواصل والسلام في مجتمع يحكمه نظام العنف والاستبداد.