“محمد علاء الجليل” الملقب بعلاء طبية يملك محمية فريدة من نوعها، إذ إن المحميات غالباً ما تكون للحيوانات المهددة بالانقراض والكبيرة حجماً، أما بالنسبة إلى علاء فقد سخَّر وقته وماله بإهداء القطط الضالة “محميةً” طبيعية رفقاً بها.
علاء طبية كان يعمل رجل إنقاذ ومسعفاً للناس إبَّان تعرض مدينة حلب لحملة القصف المكثفة، إضافة إلى اهتمامه بتربية القطط الضالة وحمايتها، ووصل تعلقه بالقطط إلى تأسيس بيت لها يعتبر الأول من نوعه في سورية، حيث كان يهتم بمئة قط تقريباً.
تعرف علاء على شخص كان يعمل في صحيفة أجنبية حسب قوله، فساعده بنشر تقرير عن عمله بتربية القطط الضالة وحمايتها وإطعامها في وقت الحرب، وبفضل هذا التقرير تعرف على الكثير من الأشخاص الذين ساعدوه على إكمال مشروعه.
يقول علاء لصحيفة حبر: “بدأت بالشهرة والظهور عندما بدأ الناس بالسؤال: من هو رجل القط في حلب؟ كما كان للإعلاميين والصحفيين دور كبير بشهرتي؛ لأنهم استطاعوا إيصال صوتي إلى العالم الخارجي ونشر التقارير عن عملي.” أنشأ علاء صفحة في الفيسبوك باسم“II gattaro D’aleppo” ضمت 70 ألف صديق استطاع أن يصل من خلالها إلى العالم.
يتابع علاء: “بعد أن تعرفت على العديد من الأشخاص الذين بادروا بتقديم الدعم لي، طلبوا مني تأسيس محمية خاصة بالقطط وتسميتها بـ “منزل أرنيستو” نسبة لاسم قط إيطالي مات بمرض السرطان، وأن أجمع قطط الشوارع.” وصل عدد القطط التي كان يرعاها في مدينة حلب إلى 200 قط، من خلال الدعم الذي قُدم لرجل القط في سورية، قام بمساعدة ومساندة الناس من أهل منطقته من خلال إنشاء آبار مياه للناس، وتقديم الدعم لمدارس ذوي الاحتياجات الخاصة.
ويعود سبب تسمية المحمية بهذا الاسم إلى قط “أليساندرا العابدين” وهي امرأة من أصول لبنانية تحمل الجنسية الإيطالية، استطاعت أن تساعد علاء بكثير من الأشياء، إضافة إلى رعاية المدارس ومساعدة دور الأيتام، ففي بداية حصار مدينة حلب استطاع أن يجمع مبلغاً كبيراً من المال، واستطاع توزيع أطنان من المواد الغذائية الأساسية من سكر وأرز وبرغل وسمن، وغيرها من الحاجات الأساسية.
يتابع علاء قوله: “تعرضت المحمية إلى العديد من الغارات الجوية، ودمرت سيارة إسعاف ومات ما يقارب ٤٠ قطاً بالقصف.” وفي أواخر عام٢٠١٦ عندما تمت عمليات تهجير الناس من حلب الشرقية، لم يكن بمقدور علاء إلا أن يوزع القطط على العائلات التي تخرج من حلب المدينة إلى الريف، فكان يضعهم في سلال بلاستيكية ضمن كل سلة ثلاث قطط، وأخرج علاء معه في سيارة الإسعاف عددا من المصابين، وعند خروجه من مدينته حلب طُلب منه أن يسافر إلى أي دولة أجنبية يريد، لكنه رفض العيش خارج سورية.
بعد التهجير قام بعمل زيارة لأطفاله الثلاثة في تركيا، وقابل أصدقاءه الذين ساعدوه بإنشاء المحمية السابقة في حلب، وتم التوصل إلى اتفاق مضمونه افتتاح محمية ثانية للقطط من جديد في بلدة “كفر ناها” في ريف حلب الغربي، تم فيها جمع القطط التي أخرجها من حلب، إضافة إلى جمع القطط المشردة في الشوارع من قرى وبلدات الريف الغربي، كان المشروع الثانوي هو إقامة حديقة ألعاب للأطفال ومركز طبي لمساعدة الناس وافتتاح روضة خاصة مجانية باسم “رجل القط” ودعم تلك المشاريع يستمد من عائدات المحمية إضافة إلى دعم عدة مدارس منها مدارس ذوي الاحتياجات الخاصة في قرية” الجينة” فكان لكل قط بيته الخاص به على شكل مثلث محفور عليه اسمه، إضافة إلى وجود طبيب جراح بيطري دائم مخصص للقطط، ووجبات طعام ضمن أوقات محددة تقدم بصحن خاص بكل قط.
يتابع علاء قوله:” أصدقائي الأجانب أغلبهم محبٌّ للشعب السوري، فلا يهمهم أياً كان دينه، يهمهم أنه يوجد إنسان يقدم المساعدة للحيوانات والناس في أوقات الحرب والتهجير.” حصل علاء على أفضل شخصية عام ٢٠١٦ وكان حديث العالم على الفيسبوك، فحصل على ١٠ آلاف دولار هدية من منظمة إيطالية على عمله كرجل قط أولاً وإسعاف للبشر والحيوانات ثانياً. تواصل مع رسامين عالميين كالرسامة “ميمي” التي تعيش بإسبانيا، والرسام الأميركي “البيرتو” فرسموا له العديد من اللوحات لإنقاذ الناس وتم بيعها في المزاد العلني حتى استطاع شراء وتأسيس بيت ومحمية جديدة للقطط، وينوه علاء إلى لأنه حتى هذه اللحظة هناك لباس وأدوات تباع باسم “رجل القط” في سورية وفي كل أنحاء أوروبا ليس من باب التسول إنما كتجارة، فمن يريد دعمه ودعم من يساعد الأطفال والفقراء ويساعد بحماية الحيوانات الضالة يقدم دعمه بطريقة جميلة.
يعدُّ هذا المشروع الذي قام به علاء الأول من نوعه في سورية، ويعدُّ ملفتاً للنظر لأنه يهتم بالقطط وتربيتها.