تعتمد جامعة حلب منذ انطلاقها في المناطق المحررة نظامَ الشعب والفروع التي توزعت على معظم المناطق المحررة في الداخل السوري، فافتتحت الجامعة فروعاً لها في الغوطة الشرقية وحمص ومدينة حلب (الشرقية) وغيرها من المناطق التي لا تخلو من مشاهد القصف الكفيلة بإيقاف الحياة.
كلية الطب البشري التي افتُتحت في الغوطة الشرقية كانت تمثل إنجازاً تعليمياً ووساماً على صدر كل أولئك الذين أشرفوا على افتتاح الجامعة وساهموا في انتشارها على كل البقع السورية المحررة.
في الفترة الأخيرة ودّع طلاب جامعة حلب في شُعب الغوطة جامعتهم وخرجوا يحملون ألمهم وبقية من ذكريات التعليم والجامعة التي قضوا فيها أجمل لحظات العمر، كانت جامعتهم ملاذهم لإكمال تعليمهم في ظل الحصار، لكنها لم تنجُ أيضاً من صواريخ النظام الارتجاجية والكيماوية، فتعرضت الكليات لقصف عنيف آخره قصف مبنى شعبة كلية الاقتصاد ومعهد الإلكترون التابعين لجامعة حلب في الغوطة.
انتقل الطلاب المهجرون إلى شمال سورية موزعين على إدلب وريفها وريفي حلب الشمالي والغربي، لكنهم بقوا متمسكين بالإصرار على التعلم، فالتحق معظمهم بجامعة حلب جامعتهم الأم ليكونوا من جديد طلاباً للعلم وصناعاً للمستقبل.
جامعة حلب أعلنت في بيان بخصوص الكوادر والطلاب المهجرين:
– استقبال الكوادر التدريسية والفنية والإدارية في كليات وشعب جامعة حلب.
– استقبال الطلاب وإرسال قائمة بأسمائهم إلى رئاسة الجامعة لإلحاقهم ببرنامج الدروس والمحاضرات.
– تسهيل كافة العقبات بما يضمن قبول الطلاب والكوادر في جامعة حلب بشكل فوري.
صحيفة حبر سألت نائب رئيس جامعة حلب (د.عماد خطاب) عن وضع المهجرين وآلية قبولهم في كليات الجامعة، يقول د.عماد: “صدر تعميم من جامعة حلب بقبول كل الطلاب المهجرين في الكليات المماثلة لكلياتهم مع توفر معلومات عنهم في كليات الغوطة، بالإضافة إلى الكوادر التدريسية، ويبلغ عدد طلاب الغوطة 1200 طالب التحق منهم 70 % في كليات ومعاهد جامعة حلب حتى الآن”
وعن آلية القبول يضيف: ” الطلاب لم يؤخذ منهم رسوم؛ لأن بعضهم دفع الأقساط في كليات الغوطة، ومن لم يدفع لن تؤخذ منه الأقساط الجامعية ناهيك أن طلاب الغوطة لديهم حسم 50 % عند تسجيلهم في كليات ومعاهد الغوطة الشرقية.”
إن دعم المهجرين في مراحل التعليم العالي هو خطوة ضرورية ومقدمة على أي شكل آخر من أنواع الدعم التي تهتم بالحاضر وتحسن الواقع، لأن التعليم يحسّن الواقع ويؤسس لمستقبل واعد.