أُسدل الستار عن عام دراسي جديد قضى فيه المعلم السوري داخل المناطق المحررة ليله ونهاره في زرع بذور العلم في عقول الطلاب ورسم الابتسامة على وجوههم رغم كل الصعوبات التي تفرضها عليه الظروف الأمنية والعسكرية داخل المناطق المحررة.
المعلم السوري الذي يملك دخلاً سنوياً ضئيلاً في الشتاء معدوماً في الصيف قدَّم كل ما يستطيع للمحافظة على استمرارية التعليم في أقسى الظروف لاسيما في بداية الثورة عندما كان الدعم غائباً والمدارس قائمة على جهود أولئك المتطوعين الذين رسموا النهج وأناروا الطريق العلمي داخل المناطق المحررة.
القطاع التعليمي داخل المناطق المحررة يعاني من ضعف الدعم وضآلة الإمكانيات، حيث يتقاضى المعلم في المدارس التابعة لمديرية التربية في المناطق المحررة راتباً شهرياً لا يتجاوز 120 دولاراً، لا تكفي لعائلة صغيرة نتيجة ارتفاع أسعار السلع الغذائية وصعوبة تأمين عمل آخر يُعين المعلم على تأمين لقمة العيش، وما يزيد الأمر سوءاً أن هذا الراتب البسيط، نوعاً ما، سينقطع عن المعلمين طوال أشهر الصيف، ما سيزيد معاناة المعلم السوري، فكيف سيقضي أربعة أشهر دون راتب شهري؟!
هذه الحال المأساوية دفعت بمعلمي الريف الغربي للقيام بوقفات احتجاجية واعتصامات طالبوا فيها باستمرار المنحة خلال أشهر الصيف، وحمل الطلاب والمعلمون المشاركون لافتات حملت عبارات تطالب الجهات الداعمة بإقامة نوادٍ صيفية تساهم برفع المستوى التعليمي للطلاب وتكون سبباً في استمرار راتب المعلم خلال الأشهر الأربعة.
وتضمنت اللافتات عبارات طالبت بافتتاح نوادٍ صيفية مثل: “بافتتاح النوادي الصيفية نعلِّم ونحافظ على جيل أتعبته الحرب” ، “النوادي الصيفية هي الحل المناسب لتعويض التعليم، نريد تعويض التعليم الذي توقف بسبب الحرب والمعارك” كما تضمنت لافتات أخرى عبارات تطالب باستمرار رواتب المعلمين خلال الصيف “رواتب الشتاء لن تكفي ديون الصيف، لا تجعلوا المعلم بائعاً على الأرصفة، هل تعلم أن 120 دولاراً لا تكفي الأسرة 20 يوماً فكيف يكون حال الأسرة صيفاً بلا أجر؟ ، مات المعلم ولم يصبح رسولاً بل باحثاً عن قوت يومه، السادة المسؤولون في التربية غياب الدعم الصيفي إلى متى؟ أنصفوا المعلم فهو عماد العملية التربوية، في الدعم نحتفظ بالمعلم هنا”.
وشارك في هذه الوقفات عدد كبير من المعلمين والطلاب من مدارس ريفي حلب الشمالي والغربي في محاولة لتحريك الشعور الإنساني تجاه المعلم السوري ومعاناته، فهل ينجح المعلم السوري في تحقيق رغباته هذه المرة أم سيكون للمسؤولين رأي آخر يزيد هموم المعلم في رحلة الشتاء والصيف؟!