خمس سنوات مضت على إغلاق أكثر الطرق الدولية استراتيجية، الواصلة بين غالبية محافظات الشمال السوري بالعاصمة دمشق، مرورا بحمص وحماة وريف الساحل السوري.
طريق دمشق الدولي الذي جزأته الحرب السورية وجعلته مقسما بين أطراف النزاع، قبل أن يعود للعمل من جديد أواخر العام 2017، بعد السيطرة على الجزء الشرقي الذي كانت تسيطر عليه المعارضة في مدينة حلب، إلا أن الطريق رغم ذلك بقي مقسما في المسافة الفاصلة بين حماة ودمشق بسبب سيطرة المعارضة على عدة جيوب جنوب حماة وشمال حمص.
ملف الطرق الاستراتيجية وبخاصة في الشمال السوري كان محور اهتمام الدول الداعمة لأطراف النزاع في سوريا، (تركيا وروسيا)، وقد برز ذلك في العديد من الاجتماعات التي أجرتها تلك الدول، وقد تم طرح قضية فتح الطرقات من جديد بإشراف دولي روسي وتركي، ونزع السلاح من الأطراف التي تسيطر عليها، وقد بدأ ذلك بالفعل قبل أيام عندما بدأت القوات الروسية تنتشر في قرى حماة الشمالية والشرقية الواقعة على امتداد طريق دمشق الدولي.
ويقول الناشط الميداني عمار الأحمد، المنحدر من مدينة معرة النعمان بريف إدلب والواقعة على طريق دمشق الدولي : “بعد البدء بتهجير أهالي ريف حمص الشمالي وريف حماة الجنوبي، بدأت المحادثات تدور الآن حول إمكانية إعادة فتح طريق دمشق الدولي بالكامل كما كان عليه في السابق دون أية عراقيل، وقد تم طرح ذلك خلال الاجتماع بين الروس والأتراك والإيرانيين في اسطنبول مؤخرا وفق مصادر مطلعة، على أن تتسلم الدول الإشراف على الطريق”.
وتم الاتفاق على الشكل التالي: “من مدينة حلب إلى ريف حلب الجنوبي عبر منطقة دوار الصنم يكون الطريق بإشراف روسي، ومن ريف حلب الجنوبي إلى ريف إدلب الشرقي والجنوبي وصولا إلى مدينة مورك بريف حماة الشمالي يكون الطريق بإشراف تركي، ومن مورك إلى منطقة النبك بريف دمشق الشمالي بإشراف روسي مجددا، ومن النبك إلى قلب العاصمة دمشق يكون بإشراف إيراني”.
وأشار إلى أن “الاتفاقية المبرمة تضمن بقاء المناطق التي يمر منها الطريق منزوعة السلاح وخالية من أي وجود عسكري غير القوات التابعة للدول الثلاثة (تركيا- روسيا– إيران)”.
وأضاف: “بدأت هذه الخطوات تدخل حيز التنفيذ منذ أسبوع، حيث بدأت القوات الروسية بالانتشار في مناطق ريف حماة الشرقي والشمالي ومناطق سهل الغاب، وصولا لريف حلب الجنوبي الخاضع لسيطرة النظام وصولا إلى حلب، وقد تم نزع السلاح الثقيل والمتوسط مع إفراغ معظم الحواجز من عناصرها ونشر عناصر للشرطة العسكرية الروسية مكانها”.
كما بين أنه “قابل ذلك على الطرف الآخر، انتشار للجيش التركي في معرة النعمان ومناطق خان شيخون واللطامنة وكفرزيتا وعدة تلال جنوب وشمال حماة، إضافة لمنطقة العيس بريف حلب الجنوبي وصولا لآخر وأقرب نقطة من محافظة حلب، التي كانت في حي الراشدين الذي دخلته القوات التركية قبل يومين، وتمركزت فيه وأنشأت نقطة خفض تصعيد هناك”.
من جانبه، أكد القيادي في فيلق الشام الملقب بـ“أبو المجد” في حديثه لـ”عربي 21″، أن “ملف الطرقات دخل حيز التنفيذ مع استكمال نشر نقاط خفض التصعيد في مناطق الشمال السوري، حيث تسعى الدول لإعادة الوضع إلى ما كان عليه قدر الإمكان قبل نشوب الحرب في سوريا”.
ولفت إلى أن “ملف الطرقات لا يشمل فقط طريق دمشق الدولي وأن المفاوضات ستمتد لتشمل طريق (حلب- غازي عنتاب) الواصل بين مدينة حلب وريفها الشمالي وصولا إلى الحدود التركية، وستكون تركيا مسؤولة عنه من حدودها في الشمال وصولا إلى منطقة “دوار الليرمون” التي تعد المدخل الشمالي والرئيسي للمدينة، مع تولي الشرطة الروسية مهمة الإشراف على الطريق من منطقة “دوار الليرمون إلى كامل مدينة حلب”.
المصدر: عربي21