إن البقايا الضارة للدخان المنبعث من السجائر قد يستمر وجوده في غرف لم يشعل فيها أحد سيجارة، حسب دراسات حديثة، حيث وجد الباحثون من جامعة فيلادلفيا أن 30% من الجسيمات الموجودة في الهواء في الصفوف الدراسية المخصصة لغير المدخنين تعود إلى بقايا دخان منبعث من سجائر، وهو ما يسمى التدخين غير المباشر، وقال بيتر ديكارلو رئيس الباحثين والأستاذ الجامعي في الهندسة البيئية: “لم نتوقع أن نرى بيئة لا يسمح فيها بالتدخين تحوي هذا القدر من دخان السجائر”، ويضيف: “مخاطر التدخين السلبي معروفة تمامًا، لكن تأثير التدخين غير المباشر على الصحة الذي يحمل الأذى ذاته غير معروف بعد.”
مع أن الدراسات على الحيوانات توصلت إلى أن التعرض للتدخين غير المباشر يمكن أن يسبب تأثيرات سلبية على الصحة، فالجُسيمات المنبعثة من السجائر في البيئات التي لا يتم التدخين فيها تدخل الجهاز التنفسي والثياب، كما تلتصق هذه الجُسيمات بالجدران والأثاث، ومن الصعب التخلص منها، ويمكن أن تطلق موادا كيماوية مؤذية لسنوات.
وفي اختبارات مخبرية استخدم الباحثون دخان السجائر للتأكد من أن بقايا التبغ يمكن أن تنتقل من مصدرها إلى مناطق أخرى لا يُدَخَّنُ فيها.
الدكتور “نورمان إيدلمان” المستشار العلمي البارز في جمعية الرئة الأمريكية يقول: “الكثير من الناس ومنذ زمن بعيد يشككون بمضار التدخين السلبي، ثم أثبتت الدراسات الواسعة بشكل لا ريب فيه أن التدخين السلبي ضار، والآن نحن نواجه التدخين غير المباشر” وأكد إيدلمان أن التدخين غير المباشر خطير على مرضى الربو، ويبقى السؤال هل هو خطير على عامة الناس أم لا؟
ووجد الباحثون أنه بشكل عام 29% من الجُسيمات المتناهية الصغر الموجودة في الغرف المغلقة التي لا يُدخَّن فيها والتي يمكن أن يستنشقها الناس، مصحوبة بشوائب من الدخان غير المباشر.
وقال ديكارلو إن هذه الاكتشافات قد تنطبق أيضًا على الجُسيمات التي تنتج عن التدخين الإلكتروني، وحذّر من أن: “الناس يجب أن يعرفوا أنه ليس بالضرورة أن تكون الأماكن التي يُحظر فيها التدخين خالية من شوائب الدخان غير المباشر”.
وأوضح “سوزين شيك” الأستاذ المساعد في جامعة كاليفورنيا قسم الطب المهني والبيئي بسان فرنسيسكو؛ أن ما تبقى في الهواء من جُسيمات دخان التبغ تستمر لفترة طويلة، ووجد الباحثون منذ زمن طويل أن المركبات العضوية الموجودة في دخان السجائر، وبالذات القطران، تلتصق بالجدران والسجاد والأثاث والملابس والجلد والشعر”.
نُشِرَ التقرير في التاسع من شهر أيار في مجلة التطورات العلمية.
كاتب المقال: ستيفن رينبرغ
موقع سي بي إس نيوز
رابط المقال الأصلي: